عودة الصين إلى خريطة تعدين بيتكوين..بين الحظر والنفوذ العالمي

كانت الصين سابقًا القوة العظمى في تعدين بيتكوين، مدعومة بالطاقة الرخيصة وقربها من أبرز مصنعي الأجهزة المتطورة. غير أن المشهد تغيّر جذريًا بعد حظر الحكومة الصينية الشامل على التعدين في 2021، تلاه قرار من بنك الشعب الصيني يحظر جميع معاملات العملات الرقمية بسبب مخاطرها المالية والأمنية.
رغم الحظر، يواصل بعض المعدّنين نشاطهم عبر طرق مختلفة. وتشير أحدث بيانات Luxor للربع الأخير من 2025 إلى أن الصين تمثل نحو 14.05% من إجمالي القدرة الحاسوبية لبلوكتشين بيتكوين، أي ما يقارب 145 إكزاهش في الثانية، بارتفاع طفيف عن نسبة 13.8% في الربع السابق.
وفقًا لخبراء Luxor، تُظهر خريطة معدلات التجزئة العالمية توزيعًا تقديريًا لنشاط التعدين حول العالم، معتمدة على بيانات المجمعات وبيع أجهزة ASIC وتبني البرمجيات الثابتة.
وبذلك تحتل الصين المركز الثالث عالميًا خلف الولايات المتحدة وروسيا، مع احتمالية تركيز النشاط في منطقة شينجيانغ، التي كانت مركزًا رئيسيًا للتعدين قبل الحظر.
ويشير خبراء مثل كنت هاليبرتون، الرئيس التنفيذي لمنصة Sazmining، إلى أن استمرار التعدين في الصين ليس مفاجئًا، نظرًا للطبيعة اللامركزية للبيتكوين وإمكانية التعدين في المواقع النائية طالما توفرت الكهرباء والمعدات. كما لاحظ أن دولًا أخرى فرضت حظرًا على التعدين مثل إيران، لكنها تشهد نشاطًا متزايدًا رغم القيود.
إلى جانب التعدين نفسه، تستحوذ الصين على أكثر من 95% من إنتاج أجهزة التعدين عبر شركات مثل Bitmain وMicroBT وCanaan، وهو ما يمثل تهديدًا للبنية التحتية والأمن القومي، خصوصًا للولايات المتحدة.
بحسب سانجاي غوبتا من Auradine، فإن وجود ملايين الأجهزة الصينية المتصلة بشبكة الكهرباء الأمريكية يشكل خطرًا سيبرانيًا محتملًا، وقد يؤدي تشغيلها بشكل منسق إلى انهيار الشبكة أو محاولة استحواذ على بروتوكول بيتكوين نفسه، خاصة في ظل التوترات التجارية والجيوسياسية الأخيرة.
ورغم المخاطر، يرى بعض المحللين أن تعدين الصين لم يشكل تهديدًا مباشرًا للمعدّنين في الدول القانونية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن سيطرة الموردين الصينيين على الأجهزة تعقد المشهد العالمي، مشددين على ضرورة دعم الموردين المحليين الأمريكيين لتعزيز الابتكار وكفاءة التشغيل في قطاع التعدين الحيوي.




