العملات

الفرنك السويسري يتصدر قائمة العملات الرابحة

شهدت تعاملات الأسبوع الماضي في سوق صرف العملات الأجنبية تقلبًا ملحوظًا، ‏حيث تذبذبت أسعار العملات بين الصعود والهبوط ضمن نطاق محدود من ‏التعاملات ، وتصدَّر الفرنك السويسري قائمة العملات الرابحة، وذلك بسبب ‏مخاوف من ارتفاع التضخم العالمي مرة أخرى، بينما تذيَّل اليورو القائمة مقدمًا ‏أداءً سلبيًا أمام معظم العملات‎.‎

في حين بدأ المستثمرون يتوقعون تحرك البنك الوطني السويسري لتغيير ‏سياسته الخاصة بالعملة، حيث كانت تصريحات مسؤولي السياسة النقدية ‏السويسرية تشير إلى انحسار ضغوط التضخم الخارجية، إلا أن تسارع وتيرة أسعار ‏المستهلكين مرة أخرى في أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة، أدى إلى إحباط ‏هذه التوقعات‎.‎

وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الفرنك السويسري وضغطت بشدة على ‏اليورو ،نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات ‏الأجنبية على مدار الأسبوع المنقضي.‏

وحقق الفرنك السويسري ارتفاعًا بمستوي 12 نقطة على مؤشر ” أف اكس نيوز ‏تودي ” الأسبوعي لقياس قوة العملات ،ثم الين الياباني فى المركزي الثاني ‏بمستوي 2 نقطة ، ثم الدولار الأمريكي فى المركزي الثالث بمستوي 1 نقطة ، ‏وأحتل اليورو المركز الأخير بمستوي سالب 4.25 نقطة.‏

وبالنظر إلى تفاصيل أداء الفرنك السويسري الأسبوع الفائت أمام السبع عملات ‏الكبرى ،نجده قد اكتسح على اليورو وحقق ارتفاع بنسبة 1.0% ،وسجل يوم الجمعة ‏‎26‎‏ يناير أعلى مستوى فى قرابة أسبوعية عند 0.9363. ‏

وحقق ارتفاع بنسبة 0.95% أمام الدولار النيوزيلندي وسجل يوم الجمعة أعلى ‏مستوى فى ثلاثة أشهر عند 0.5250 ،وزاد بنسبة 0.9% مقابل الدولار الأسترالي‎ ‎‏ ‏وسجل يوم الخميس أعلى مستوى فى أسبوع عند 0.5662.‏

‏ وصعد بنسبة 0.75% أمام الدولار الكندي وسجل يوم الخميس أعلى مستوى فى ‏أسبوع عند 0.6375 ،وارتفع بنسبة 0.6% أمام الجنيه الإسترليني و سجل يوم ‏الجمعة أعلى مستوى فى أسبوع عند 1.0950.‏

وزاد بنسبة 0.55% أمام الدولار الأمريكي وسجل يوم الأربعاء أعلى مستوى فى ‏أسبوع عند 0.8606 ،وارتفع بنسبة 0.5% مقابل الين الياباني وسجل مستوي ‏قياسي عند 171.66 ينات.‏

قال رئيس البنك الوطني السويسري” توماس جوردان” مؤخرًا: كان لدينا ارتفاع ‏اسمي فى قيمة العملة”الفرنك السويسري” ،وكان ذلك مفيدًا للغاية للحماية من ‏ضغوط التضخم القادمة من الخارج.‏

وأضاف جوردان:وفى الأسبوعين الأخيرين من العام الماضي ،شهدنا ارتفاعًا حقيقيًا ‏فى قيمة العملة ،وهذا يجعل الوضع بالنسبة للشركات المحلية أكثر صعوبة.‏

وأوضح توماس جوردان:إن البنك المركزي السويسري سيأخذ قوة العملة الأخيرة ‏فى الاعتبار خلال اجتماع السياسة النقدية المقبل فى 21 مارس القادم.‏

وفي اجتماعه الأخير في ديسمبر الماضي، قال البنك المركزي السويسري إن ‏السعي وراء قوة الفرنك السويسري لم يعد يمثل أولوية وأن خطر المزيد من ‏التدخل في سوق العملات أصبح ثنائي الاتجاه.‏

مع تسارع معدلات التضخم في أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة في ديسمبر ‏الماضي، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل كبير مؤخرًا، تجددّت ‏الضغوط التضخمية الخارجية على صانعي السياسة النقدية في البنك الوطني ‏السويسري‎.‎

ونتيجة لذلك، تقلّصت التوقعات حول قيام البنك بتغيير سياسته الحالية بشأن ‏سعر صرف العملة المحلية، والتي تعتمد على قوة الفرنك السويسري في كبح ‏التضخم الخارجي ،وهذا ما دعم ارتفاع الفرنك السويسري على نطاق واسع خلال ‏الأسبوع الماضي‎.‎

توضح الصورة أعلاه الأداء السلبي لليورو الأسبوع الماضي أمام العملات السبع ‏الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية ،والسبب الرئيسي فى تلك الخسائر ‏اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي ،والذي أنعش التوقعات حول ‏خفض أسعار الفائدة الأوروبية فى أبريل القادم.‏

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد”:إنه من السابق لأوانه ‏مناقشة تخفيضات أسعار الفائدة فى منطقة اليورو .لكنها أشارت إلى أن ‏المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي لا تزال “تميل نحو الاتجاه الهبوطي”.‏

وأضافت لاجارد: أن مجلس المحافظين اتفق اليوم على أنه مازال من المبكر ‏مناقشة خفض أسعار الفائدة،لكنه تم التوافق على مواصلة الاعتماد على البيانات ‏بدلاً من التركيز على أحداث معينة أو تواريخ محددة.‏

وأوضحت لاجارد أيضًا إن خفض أسعار الفائدة في الصيف أمر ممكن في حين ‏أنها على ما يبدو غير مستعدة لاستبعاد الخفض فى أبريل بالكامل.‏

عقب تلك التعليقات رفعت الأسواق مستويات اقتناعها بخفض أسعار الفائدة في ‏أبريل إلى احتمالية تبلغ حوالي 80٪ ويتم تسعير التخفيضات بمقدار 50 نقطة ‏أساس بحلول يونيو.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى