الاقتصادية

بورشه تتكبد أول خسارة منذ إدراجها في البورصة وسط أزمة سياراتها الكهربائية

سجّلت شركة “بورشه” خسارتها الفصلية الأولى منذ طرحها في البورصة، متأثرة بتراجع سوق السيارات الكهربائية وتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية، لتدخل مرحلة مالية صعبة تهدد مكانتها بين كبار صانعي السيارات الفاخرة.

وكشفت الشركة الألمانية عن خسائر تشغيلية بلغت 967 مليون يورو (1.1 مليار دولار) خلال الربع الثالث من العام الجاري، مدفوعة بتكاليف ضخمة ناتجة عن إلغاء مشاريع تصنيع البطاريات وتقليص خططها في مجال السيارات الكهربائية، والتي وصلت إلى نحو 3.1 مليار يورو منذ بداية العام.

كما ساهم تباطؤ الطلب في الصين في تفاقم الأزمة.

واجهت “بورشه”، المعروفة بطرازها الأسطوري “911”، موجة من التحديات، أبرزها تراجع الإقبال العالمي على السيارات الكهربائية، واختناقات في سلاسل الإمداد، إضافة إلى الرسوم الأميركية على السيارات المستوردة.

هذه الضغوط مجتمعة أدت إلى خروج سهم الشركة من مؤشر “داكس” الألماني، في إشارة رمزية على فقدانها بعض بريقها في أسواق المال.

وفي ظل هذه التراجعات، خفّضت الشركة توقعاتها المالية للمرة الرابعة خلال عام 2025، وهو ما انعكس بدوره سلباً على الشركة الأم “فولكس واجن” التي تملك حصة الأغلبية في “بورشه”.

ردًّا على هذه التحديات، شرعت الشركة في إعادة صياغة استراتيجيتها بالكامل، حيث قررت تحويل خط إنتاج سياراتها الرياضية متعددة الاستخدامات الجديدة، التي كانت مخصصة للمحركات الكهربائية فقط، إلى إصدارات هجينة وأخرى تعمل بمحركات احتراق داخلي.

كما أعادت تشكيل مجلس إدارتها في محاولة لتصحيح المسار وخفض التكاليف التشغيلية.

ومن المنتظر أن يتولى مايكل لايترز، المدير التنفيذي السابق لشركة “ماكلارين أوتوموتيف”، قيادة عملية إعادة الهيكلة ابتداءً من يناير المقبل، خلفاً لأوليفر بلوم. ويعوّل على خبرته في تطوير طرازات “ماكان” و”كايين” لإطلاق جيل جديد من السيارات القادرة على استعادة ثقة السوق.

تضع “بورشه” السوق الأميركية في صدارة أولوياتها، خاصة بعد أن تفوقت على الصين لتصبح أكبر أسواقها. غير أن غياب مصانع للشركة في الولايات المتحدة يجعلها تتحمل رسوماً جمركية تصل إلى 15% بموجب السياسات الاقتصادية التي أقرّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ووفقًا لتقرير سابق لـ”بلومبرغ”، تدرس “بورشه” إنشاء خط تجميع في الأراضي الأميركية لتقليص هذه الأعباء، في خطوة قد تشكل نقطة تحول جديدة في تاريخ العلامة الألمانية الفاخرة التي تسعى للتأقلم مع واقع اقتصادي وصناعي أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى