ترامب يحذر من “سنوات من المعاناة” إذا ألغت المحكمة العليا الرسوم الجمركية على الواردات

حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تواجهها الولايات المتحدة إذا قررت المحكمة العليا إلغاء معظم الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته خلال العام الجاري، معتبرًا أن مثل هذا القرار سيقوّض النفوذ المالي والدبلوماسي لبلاده على الساحة الدولية.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، مساء الأحد، أكد ترامب أن الرسوم الجمركية كانت “محركًا أساسيًا” وراء تعزيز القوة الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن عوائدها مكّنت واشنطن من التفاوض من موقع قوة، ليس فقط في الملفات التجارية، بل حتى في النزاعات الجيوسياسية.
وقال الرئيس الأمريكي: “بفضل الرسوم الجمركية، تمكنا من إنهاء ثماني حروب، خمسٌ منها توقفت مباشرة نتيجة النفوذ الذي اكتسبناه من خلال هذه السياسة”، مضيفًا أن من بين تلك النزاعات الخلاف بين الهند وباكستان، في إشارة إلى التوتر المزمن بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا.
وتأتي تصريحاته قبيل جلسات استماع مقررة في نوفمبر المقبل أمام المحكمة العليا، للنظر في مدى قانونية الرسوم التي فُرضت بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية (IEEPA) الصادر في سبعينيات القرن الماضي.
وكانت محكمة التجارة الدولية الأمريكية قد قضت في مايو الماضي بأن القانون لا يمنح الرئيس صلاحيات لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على هذا النحو، وهو حكم أيدته لاحقًا محكمة الاستئناف، ما فتح الباب أمام مراجعة الملف على أعلى المستويات القضائية.
ووفقًا لتقديرات نشرها موقع أكسيوس، فإن ما يصل إلى 70% من الرسوم المفروضة حاليًا مهددة بالإلغاء في حال أيدت المحكمة العليا تلك الأحكام السابقة، وهو ما يمثل ضربة محتملة لسياسة ترامب التجارية.
ورغم ذلك، أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض بدأ مؤخرًا بالاعتماد على أدوات قانونية أكثر صلابة، مثل المادة 232 من قانون توسيع الإنتاج الدفاعي، التي تتيح فرض رسوم جمركية محددة لحماية الأمن القومي.
ووصف ترامب محاولات إبطال هذه الرسوم عبر القضاء بأنها “مؤامرة من الراديكاليين اليساريين وأشخاص يخدمون مصالح دول أجنبية استفادت من الولايات المتحدة لعقود طويلة”، مؤكّدًا أنه لن يتراجع عن سياسته في “حماية الاقتصاد الأمريكي من الممارسات غير العادلة”.
وفي ختام حديثه، قال ترامب: “إذا ألغت المحكمة الرسوم، فسيكون ذلك بمثابة نزع أداة من أدوات الأمن القومي الأمريكي. لا أريد حتى التفكير في هذا السيناريو، لأن نتائجه ستكون مدمّرة على المدى الطويل”.