البيتكوين بين الضغوط الجيوسياسية والتصحيحات المؤقتة: هل يقترب السعر من 100 ألف دولار؟

يتعرض سعر البيتكوين (BTC) لضغوط هبوطية جديدة هذا الأسبوع، حيث يتداول قرب مستوى 110,600 دولار يوم الخميس، محاولًا التماسك عند خط الاتجاه الصاعد الرئيسي.
وتشير التوترات الجيوسياسية المستمرة وتصاعد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة، ما يحد من زخم الأصول عالية التقلب مثل البيتكوين.
شهدت حركة تعافي البيتكوين تباطؤًا خلال الأيام الأخيرة، في ظل تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا وتجدد الاحتكاكات التجارية بين واشنطن وبكين.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي من “عواقب محتملة” إذا استمر العدوان الروسي على أوكرانيا، بينما أعلن الرئيس ترامب عن دراسة إمكانية تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.
وفي الوقت نفسه، شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصعيدًا جديدًا بعد فرض رسوم متبادلة على الموانئ، مع تهديد ترامب بوقف تجارة زيت الطهي مع الصين إذا لم تستورد الأخيرة فول الصويا الأمريكي.
وعلى العكس، اقترح وزير الخزانة تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إذا تخلت بكين عن قيود تصدير العناصر النادرة، ما يعكس حالة من عدم اليقين العميق في الأسواق.
أشار تقرير صادر عن شركة “كوبر ريسيرش” إلى أن البيتكوين قد يعيد اختبار مستوى 100 ألف دولار هذا الشهر، مستندًا إلى الأنماط التاريخية التي شهدت تصحيحات مماثلة في أعوام 2014 و2018 و2022.
وأكد التقرير أن أي كسر حاسم للمتوسط المتحرك للـ52 أسبوعًا سيشكل تحولًا هيكليًا في السوق، وهو أمر غير متوقع قبل عام 2026.
فادي أبو علفة، رئيس الأبحاث في “كوبر”، أوضح أن التراجع نحو 100 ألف دولار يعتبر “تصحيحًا صحيًا” ويتيح إعادة التوازن للسوق، لافتًا إلى أن المؤشرات طويلة الأجل وصناديق ETF تساهم في دعم الحركة السعرية للبيتكوين.
على الرغم من الضغوط، تظهر بعض مؤشرات التفاؤل، حيث هبطت معدلات التمويل في عقود البيتكوين الآجلة إلى أدنى مستوياتها منذ انهيار منصة FTX في 2022، ما يعكس تصفية مراكز الشراء المفرطة وتراجع المخاطر.
تاريخيًا، مثل هذه المستويات تشير إلى ذروة الخوف وفترة التطهير الأخيرة للرافعة المالية، وهو ما يمهد عادةً لتعافي متوسط الأجل.
تقنيًا، واجه البيتكوين رفضًا عند المتوسط المتحرك الأسي للـ50 يومًا عند 115,154 دولار، ليهبط بنسبة 4% في اليوم التالي.
وفي الوقت الحالي، يتحرك السعر قرب خط الاتجاه الصاعد، وإذا كسره وإغلاقه أدناه، فقد يمتد الهبوط إلى منطقة الدعم عند 107,245 دولارًا، بالقرب من المتوسط المتحرك الأسي للـ200 يوم عند 108,084 دولارًا.
أما مؤشرات القوة النسبية (RSI) التي تتجه نحو 40 نقطة، وتزايد الزخم الهبوطي في MACD، فتدعم النظرة التصحيحية. وفي حال استعادة السعر قوته، فقد يعود للتداول نحو 115,154 دولارًا مجددًا، مع استمرار الضغوط الخارجية.