تحذيرات من جيه بي مورجان: إشارات ضعف في إنفاق الأمريكيين وتزايد المخاطر الائتمانية

أطلق الرئيس التنفيذي لبنك “جيه بي مورجان تشيس”، جيمي ديمون، تحذيراً بشأن تباطؤ محتمل في الإنفاق الاستهلاكي بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أن مؤشرات جديدة بدأت تُظهر تراجعاً في قدرة الأسر الأمريكية على الصرف، وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي وتزايد الضغوط من التعريفات الجمركية وسوق العمل.
وقال ديمون، خلال مؤتمر عرض نتائج البنك للربع الثالث، إن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتمتع بقدر من “المرونة”، لكنه أضاف أن القطاع المالي بدأ يلمس بوادر ضعف في بعض الأنشطة، ما قد يشير إلى بداية مرحلة من تدهور جودة الائتمان بعد سنوات من الاستقرار.
وأوضح قائلاً: “لقد استفدنا طويلاً من بيئة ائتمانية مريحة، لكننا قد نواجه الآن مؤشرات تراجع في جودة القروض عبر مجالات مختلفة.”
وكشف التقرير المالي للبنك أن مخصصات خسائر القروض ارتفعت إلى 3.4 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام، ما يمثل زيادة بنسبة 10% على أساس سنوي، في حين قفزت الديون المعدومة إلى 2.6 مليار دولار، بارتفاع بلغ 24%، مدفوعة بخسائر في بطاقات الائتمان والقروض الموجهة للشركات.
كما تكبدت وحدة الاستثمار المصرفي خسائر قدرها 567 مليون دولار، منها 170 مليون دولار ناجمة عن إفلاس شركة الإقراض المتخصصة في قطاع السيارات “تراي كلر هولدنجز” (Tricolor Holdings).
وتأتي هذه النتائج في وقتٍ مغاير لما أعلنه “مورجان ستانلي”، منافس “جيه بي مورجان”، الذي أفاد بأن مخصصات خسائر القروض لديه بلغت صفراً في الربع الثالث، مقارنة بـ 79 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، مستفيداً من تحسن الأوضاع الاقتصادية في الأسواق التي ينشط بها.
التحذيرات الصادرة عن ديمون تُعيد إلى الواجهة تساؤلات حول مدى قدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على زخمه في ظل استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع تكاليف الاقتراض، وسط إشارات متزايدة إلى تباطؤ محتمل في الدورة الائتمانية خلال الأشهر المقبلة.