اليورو يعمق خسائره لأدنى مستوى فى 6 أسابيع بسبب احتمالات الفائدة الأوروبية
تراجع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية ، ليعمق خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلًا أدنى مستوى فى ستة أسابيع ،بصدد تكبد ثاني خسارة أسبوعية على التوالي ،بسبب اجتماع البنك المركزي الأوروبي ،والذي عزز احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية بداية من أبريل المقبل.
ومع توالي البيانات القوية فى الولايات المتحدة ،أصبحت الأسواق تستبعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية قبل مايو القادم ،الأمر الذي جدد المخاوف حيال فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا و الولايات المتحدة.
تراجع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.3% إلى(1.0813$) الأدنى منذ 13 ديسمبر الماضي ، من سعر افتتاح التعاملات عند (1.0846$) ،وسجل أعلى مستوى عند ( 1.0849$).
فقد اليورو يوم الخميس قرابة 0.4% مقابل الدولار ،فى ثالث خسارة فى غضون الأربعة أيام الأخيرة ،بسبب اجتماع المركزي الأوروبي ،وبيانات النمو الاقتصادي القوية فى الولايات المتحدة.
على مدار تعاملات هذا الأسبوع ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ،فاليورو منخفضًا حتى اللحظة بنسبة 0.8% مقابل الدولار ،بصدد تكبد ثاني خسارة أسبوعية على التوالي ،بسبب تجدد المخاوف حيال الفجوة الحالية فى أسعار الفائدة بين أوروبا و الولايات المتحدة.
فى ختام أول اجتماع سياسة نقدية فى عام 2024 ،وتماشيًا مع التوقعات ،أبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون أي تغيير يذكر عند معدل 4.5% كأعلى مستوى فى 23 عامًا ، وذلك للاجتماع الثالث على التوالي.
وقال البنك المركزي الأوروبي: أن أسعار الفائدة الرئيسية حاليًا عند مستويات من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تحقيق مستهدف التضخم عند 2%، إذا تم الحفاظ عليها لفترة طويلة بما فيه الكفاية.
وأضاف البنك المركزي الأوروبي: أن البيانات الواردة على نطاق واسع خاصة فيما يتعلق بالأمس أكدت على قوة تقييمه السابق لتوقعات التضخم على المدى المتوسط ”استمرار التراجع”.
قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد”:إنه من السابق لأوانه مناقشة تخفيضات أسعار الفائدة فى منطقة اليورو .لكنها أشارت إلى أن المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي لا تزال “تميل نحو الاتجاه الهبوطي”.
وأضافت لاجارد: أن مجلس المحافظين اتفق اليوم على أنه مازال من المبكر مناقشة خفض أسعار الفائدة،لكنه تم التوافق على مواصلة الاعتماد على البيانات بدلاً من التركيز على أحداث معينة أو تواريخ محددة.
وأوضحت لاجارد أيضًا إن خفض أسعار الفائدة في الصيف أمر ممكن في حين أنها على ما يبدو غير مستعدة لاستبعاد الخفض فى أبريل بالكامل.
عقب المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك المركزي الأوروبي”كريستين لاجارد”رفعت الأسواق مستويات اقتناعها بخفض أسعار الفائدة في أبريل إلى احتمالية تبلغ حوالي 80٪ ويتم تسعير التخفيضات بمقدار 50 نقطة أساس بحلول يونيو.
فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة حاليًا عند 100 نقطة أساس ،كأقل فجوة منذ أيار/مايو 2022 ،وكانت هناك آمالًا حيال تقلص الفروق إلى 75 نقطة أساس فى مارس ، على أساس قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس.
لكن البيانات الاقتصادية القوية فى الولايات المتحدة والتعليقات العدوانية لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ، قلصت على نحو كبير من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس القادم ،مع استمرار التسعير المرتفع لاحتمالات الخفض بنحو 25 نقطة أساس فى مايو.
وعليه قد يبدأ البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة فى وقت أبكر عن نظيره الأمريكي ،وهو ما قد يؤدي إلى اتساع فجوة أسعار الفائدة إلى 125 نقطة لصالح الفائدة الأمريكية ،وهو ما يصب فى صالح ارتفاع الدولار مقابل اليورو.