اقتصاد المغربالأخبار

التهديدات السيبرانية تتصاعد.. والمغرب في حاجة ملحة لخبراء الأمن الرقمي

مع تسارع وتيرة التحول الرقمي الذي يشهده المغرب في كافة القطاعات الحيوية، لم يعد الأمن السيبراني رفاهية، بل أصبح تحدياً وجودياً يهدد الأمن الوطني والسيادة الرقمية واستمرارية الأعمال.

لقد باتت الهجمات الإلكترونية سيفاً مسلطاً لا يقتصر ضحاياه على المؤسسات الكبرى، بل توسع ليطال المقاولات الصغرى والمتوسطة، والجماعات المحلية، وصولاً إلى المواطنين العاديين.

هذا التنامي المطّرد والمقلق في حجم وخطورة التهديدات يفرض ضرورة قصوى لـتسريع بناء منظومة سيبرانية متكاملة وذات جاهزية عالية تكون قادرة على استيعاب الصدمات الرقمية.

بالرغم من التقدم الملموس الذي أحرزه المغرب في بناء الإطار التنظيمي للأمن السيبراني، مدفوعاً بجهود المديرية العامة لأمن نظم المعلومات (DGSSI) التابعة لإدارة الدفاع الوطني – والتي تُعد الهيئة الوطنية المرجعية – إلا أن الإشكالية الأعمق تكمن في الموارد البشرية المؤهلة.

يؤكد الخبير يوسف بنعبو أن المغرب نجح في وضع الأساس التنظيمي القوي.

لكنه شدد، في حوار مع Finances News Hebdo، على أن “أكبر تحدٍ نواجهه اليوم ليس في تطوير الحلول التقنية، بل في إيجاد الموارد البشرية القادرة على مواكبة التصاعد السريع للتهديدات الرقمية”.

وأوضح بنعبو أن “الجامعات والمدارس الهندسية تبذل جهوداً، لكنها لا ترقى إلى مستوى الطلب المتزايد” المطلوب لسد الفجوة الهائلة في الكفاءات السيبرانية المتخصصة التي يحتاجها السوق الوطني.

يرى الخبير بنعبو أن استدامة وحماية مستقبل الأمن السيبراني في المملكة تعتمد على ثلاث ركائز استراتيجية يجب الاستثمار فيها بشكل فوري لسد هذه الثغرات:

  1. الاستثمار في التكوين المحلي: يعد ضخ استثمارات ضخمة في برامج تعليمية متقدمة وشهادات عالمية أمراً حيوياً لـإنتاج جيل جديد من الخبراء القادرين على تولي مهام حماية المؤسسات الوطنية الحساسة.
  2. تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص: هذا التعاون يعد ضرورياً لتبادل المعلومات الحساسة حول التهديدات الإلكترونية بشكل فوري، وتوحيد وتنسيق آليات الاستجابة الفورية في حال وقوع هجمات واسعة النطاق.
  3. إرساء ثقافة أمن رقمي شاملة: لا يمكن إهمال جانب الوعي؛ إذ يجب تعزيز ثقافة الوعي السيبراني لدى جميع الفاعلين، من الأفراد إلى المقاولات، عبر حملات توعية مستمرة ومواكبة تقنية للجميع.

وفي الختام، يخلص يوسف بنعبو إلى أن الاستثمار في العنصر البشري والتكوين، جنباً إلى جنب مع التعاون العمومي-الخصوصي الفعّال، هما السبيل الأمثل لـسد الثغرات وبناء منظومة سيبرانية وطنية مرنة وقادرة على حماية المكتسبات الرقمية للمملكة بشكل مستدام.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى