الاقتصادية

CPI أم PCE: المؤشر الذي يحرك الأسواق مقابل المؤشر الذي يوجه الاحتياطي الفيدرالي

يبقى التضخم العامل الأبرز الذي يحدد قرارات السياسة النقدية وحركة الأسواق المالية، لكن المفارقة تكمن في أن المستثمرين يركزون غالبًا على مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، بينما يعتمد مجلس الاحتياطي الفيدرالي في قراراته بشكل أكبر على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE).

لطالما كان CPI المعيار التقليدي لقياس التضخم في الولايات المتحدة لعقود، إلا أن الأمور تغيرت في عام 2000، عندما أعلن رئيس الاحتياطي الفيدرالي آنذاك، آلان جرينسبان، اعتماد PCE كأداة رئيسية، لاعتباره أكثر شمولًا ومرونة في رصد الإنفاق الاستهلاكي.

يمتاز PCE بإعادة ضبط أوزان السلع والخدمات بشكل دوري، ما يسمح له بعكس التغيرات في سلوك المستهلكين، ويعطي وزنًا أكبر لقطاع الرعاية الصحية، على عكس CPI الذي يركز بقوة على تكاليف السكن.

هذا الاختلاف المنهجي يؤدي غالبًا إلى أن يظهر CPI أعلى بحوالي 0.4 نقطة مئوية من PCE، مع اتساع الفجوة بشكل واضح منتصف عام 2022 أثناء ارتفاع التضخم بسرعة.

وعلى الرغم من أهمية PCE لصانعي السياسة النقدية، فإن الأسواق ما زالت تتفاعل بشكل أقوى مع CPI، لأسباب رئيسية: الأول هو التوقيت، إذ يصدر CPI قبل PCE بحوالي أسبوعين، ما يمنحه دورًا مؤثرًا في تحريك الأسواق.

والثاني هو العادة، حيث يتابع المتداولون المؤشر الذي يتحرك على أساسه الجميع، وتشير التقديرات إلى أن تقلبات الأسهم بعد صدور CPI تكون ضعف تلك المرتبطة ببيانات PCE.

في النهاية، يُعد CPI المؤشر المبدئي الذي يحرك الأسواق، فيما يظل PCE المرجعية الاستراتيجية لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي. لذلك، لمراقبة التضخم الأميركي بدقة، يحتاج المستثمرون لمتابعة المؤشرين معًا لفهم الصورة الكاملة.

ويُذكر أن تقرير PCE لشهر غشت سيصدر اليوم الجمعة، في متابعة حاسمة لقراءة التضخم الأخيرة.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى