العلامات الصينية تغزو سوق السيارات المغربية.. هل تنتهي هيمنة الأوروبيين؟
يشهد سوق السيارات المغربية تحولًا لافتًا مع تصاعد نفوذ العلامات التجارية الصينية، التي أصبحت لاعبًا أساسيًا في دفع مبيعات السيارات الجديدة نحو مستويات قياسية غير مسبوقة.
وفي الوقت الذي كانت فيه السوق حكرًا على اللاعبين الأوروبيين التقليديين، تفرض السيارات الآسيوية نفسها بقوة، مستفيدة من التنافسية السعرية والنمو الاقتصادي.
وفقًا لأحدث بيانات جمعية مستوردي السيارات، سجلت مبيعات السيارات الجديدة في المملكة قفزة هائلة بلغت 35% حتى نهاية غشت 2025، ليتجاوز عدد المركبات المباعة 146 ألف سيارة.
هذا الانتعاش لم يكن ليتحقق بهذه الوتيرة لولا المساهمة الكبيرة للسيارات الصينية، التي بدأت تقتنص حصة متنامية من السوق.
يؤكد الخبير في قطاع السيارات، عصام الشرايبي، أن الحصة السوقية للعلامات الصينية تتراوح حاليًا بين 6% و8%، مع وجود نحو 15 علامة تجارية صينية نشطة في السوق المغربية، وهو ما يشير إلى مستقبل واعد لهذه العلامات.
ولعل الأداء القوي للموزعين المحليين يعكس هذه الديناميكية بشكل واضح. فقد حققت شركة “أوطو نجمة”، وكيلة علامة BYD الصينية، نموًا استثنائيًا في أرباحها وصل إلى 75% خلال النصف الأول من العام الجاري، مدفوعة بزيادة مبيعاتها من السيارات الصينية بنسبة 70%.
ولم تكن شركة “أوطو هول” أقل نجاحًا، حيث ارتفعت مبيعاتها بفضل علامات مثل “شيري” و”فوتون” بنسبة 14% في الفترة نفسها.
ويُعزى هذا الإقبال المتزايد على السيارات الصينية إلى عوامل اقتصادية مواتية، على رأسها الفجوة السعرية المتزايدة بينها وبين السيارات الأوروبية التي شهدت أسعارها ارتفاعًا بنسبة تتراوح بين 25% و35% منذ عام 2020.
كما ساهمت بيئة الاقتصاد الكلي الإيجابية في المغرب، والتي تتميز بنمو اقتصادي قوي واستقرار في أسعار الفائدة وتراجع معدلات التضخم، في تحفيز المستهلكين على اتخاذ قرارات الشراء المؤجلة.
ومع هذه المعطيات، تتجه التوقعات نحو تحقيق رقم قياسي جديد بنهاية العام الجاري، حيث قد تصل مبيعات السيارات الجديدة إلى 230 ألف سيارة، وهو ما يؤكد أن العلامات الصينية لم تعد مجرد ضيف عابر، بل أصبحت شريكًا أساسيًا في تشكيل مستقبل سوق السيارات في المغرب.
