المغرب يسجل أداءً مخيباً للآمال في مجال ريادة الأعمال
سجل المغرب أداءً مخيباً للآمال في مجال ريادة الأعمال خلال سنة 2023، إذ استقطبت المملكة 17 مليون دولار فقط، وهو ما يمثل نسبة ضئيلة تبلغ 0.4% من إجمالي تمويل الشركات الناشئة في أفريقيا.
ووفقاً لتقرير السنوي الذي يحمل عنوان “أفريقيا: الصفقة الكبرى”، فقد برزت كينيا كزعيم واضح في مجال ريادة الأعمال في أفريقيا، إذ استقطبت مبلغا هائلا قدره 800 مليون دولار خلال سنة 2023. وقد كانت للشركات المبتكرة مثل M-Pesa، منصة الدفع عبر الهاتف المحمول، وTwiga Foods، منصة التوزيع الزراعي، دورا رئيسيا في نجاح البلاد.
وشهدت مصر أيضًا نجاحًا ماليًا ملحوظًا، إذ استقطبت 640 مليون دولار. وقد ساهم كبار الفاعلين مثل Swvl، خدمة النقل العام، وVezeeta، منصة حجز المواعيد الطبية، بشكل كبير في موقف مصر.
وتميزت جنوب أفريقيا، التي جمعت 600 مليون دولار، بتنوع قطاعاتها. وقد ساهمت الشركات الناشئة مثل Jumo، منصة الخدمات المالية، وSweepSouth، منصة الخدمات المنزلية، وAerobotics، الشركة الزراعية الدقيقة الناشئة، في دفعة ريادة الأعمال في البلاد.
وتؤكد هذه المبالغ الهائلة التفاوت الملحوظ بين المغرب ومنافسيه، مما يسلط الضوء على حاجة البلاد إلى مواجهة تحديات كبيرة لوضع نفسها بشكل إيجابي في مشهد ريادة الأعمال الأفريقي.
وتعتبر الإجراءات الاستراتيجية، مثل تعزيز الإطار التنظيمي، وتسهيل الوصول إلى التمويل أو تطوير المهارات، حاسمة حتى يتمكن المغرب، الذي يحتل المركز 14 على مستوى القارة، من الاستفادة الكاملة من إمكانات القارة الأفريقية.
يمكن استخلاص بعض النقاط الهامة، وهي:
أن المغرب يسجل أداءً ضعيفًا في مجال ريادة الأعمال، مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى.
أن هناك فجوة كبيرة بين المغرب والدول الرائدة في مجال ريادة الأعمال، مثل كينيا ومصر وجنوب أفريقيا.
أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات استراتيجية من قبل المغرب لتحسين أدائه في مجال ريادة الأعمال.
وفيما يلي بعض الإجراءات الاستراتيجية التي يمكن أن يتخذها المغرب لتحسين أدائه في مجال ريادة الأعمال:
تعزيز الإطار التنظيمي لريادة الأعمال، بما في ذلك تسهيل إجراءات تسجيل الشركات الناشئة وتوفير الحماية القانونية للمستثمرين.
تسهيل الوصول إلى التمويل للشركات الناشئة، بما في ذلك من خلال إنشاء صناديق استثمار متخصصة في تمويل الشركات الناشئة.
تطوير المهارات اللازمة للشركات الناشئة، بما في ذلك من خلال برامج التدريب والإرشاد.
وإذا نجح المغرب في اتخاذ هذه الإجراءات، فمن الممكن أن يحقق تقدمًا ملحوظًا في مجال ريادة الأعمال، ويعزز مكانته في الاقتصاد الأفريقي.