أكد كيفن هاسيت، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، أن السياسة النقدية ينبغي أن تظل مستقلة بالكامل عن أي تأثير سياسي، حتى عن نفوذ الرئيس نفسه.
وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز، شدد هاسيت، الذي يُعتبر من أبرز المرشحين المحتملين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي المقبلة، على أن استقلالية البنك المركزي مسألة غير قابلة للتفاوض، قائلاً: “أؤكد بنسبة 100% أن السياسة النقدية يجب أن تكون بعيدة تماماً عن أي تدخل سياسي، بما في ذلك من الرئيس ترامب”.
تأتي هذه التصريحات في لحظة بالغة الحساسية، إذ تترقب الأسواق قرار الفيدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة في اجتماعات 16 و17 شتنبر ، وسط ضغوط متباينة بين تباطؤ سوق العمل وتراجع توقعات النمو من جهة، ومخاوف التضخم والرسوم الجمركية التي فرضها ترامب من جهة أخرى، والتي يخضع جزء كبير منها حالياً للطعن القضائي بعد أن قضت محكمة استئناف بعدم قانونية معظمها.
وأشار هاسيت إلى تجارب دول فقدت استقلالية بنوكها المركزية، محذراً من أن ذلك غالباً ما ينتهي بارتفاعات حادة في التضخم وتدهور القوة الشرائية.
ورغم قربه من الدائرة الضيقة للرئيس ترامب، فإن رسالته جاءت بمثابة إشارة تهدئة للأسواق والمستثمرين الذين يراقبون باهتمام أي احتمال لتسييس قرارات الفيدرالي في ظل النقاش المحتدم حول مستقبل السياسة النقدية الأميركية.
