يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تشغيل ملف المفاوضات حول اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في أميركا الشمالية، مع التركيز على تعديل بنودها بما يخدم مصالح الاقتصاد الأميركي كما يرى.
وأفادت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن مكتب الممثل التجاري الأميركي سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة سلسلة مشاورات عامة، في خطوة إلزامية بموجب القانون الصادر عام 2020 الذي أرسى الاتفاقية.
وتشمل العملية جمع آراء الشركات والنقابات، على أن تصدر الدعوات الرسمية لذلك في وقت مبكر من هذا الأسبوع، بعد أن سبق أن أجلت الإدارة مواعيدها أكثر من مرة.
وتشكل هذه المشاورات المرحلة التمهيدية لمسار تفاوضي طويل قد يعيد صياغة بنية الاتفاقية، مع اقتراب المراجعة الإلزامية بعد ست سنوات من تنفيذها.
ومن المقرر أن تعقد الإدارة جلسة استماع علنية واحدة على الأقل، إضافة إلى تقديم إحاطة للكونغرس في يناير 2026، تمهيدًا للاجتماع الثلاثي الرسمي مع كندا والمكسيك المقرر في الأول من يوليو 2026.
يذكر أن ترامب أشاد بالاتفاقية خلال ولايته الأولى واعتبرها إنجازًا تجاريًا مهمًا، لكنه غيّر موقفه في بداية ولايته الثانية ووصفتها إدارته بـ”الاتفاق السيئ”، مؤكدة أن بنودها لم تحقق النتائج المرجوة على صعيد الاقتصاد الأميركي.
ويبدو أن إعادة فتح المفاوضات تهدف إلى انتزاع مزيد من التنازلات في ملفات حساسة مثل الزراعة والسيارات والطاقة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة قد تعيد التوتر إلى العلاقات مع كندا والمكسيك، بعد فترة من الاستقرار النسبي، وتعكس استخدام ترامب للملف التجاري كورقة ضغط داخلي وخارجي، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
