الحرب في البحر الأحمر: فرصة تاريخية لميناء طنجة المتوسطي؟
تواجه حركة السفن العالمية عراقيل في البحر الأحمر بسبب الحرب بين الحوثيين والولايات المتحدة، مما أدى إلى انخفاض حركة المرور في قناة السويس. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تتجه المزيد من السفن إلى ميناء طنجة المتوسطي في المغرب، مما قد يؤدي إلى زيادة حجم الحاويات التي يستقبلها.
وفقًا لوكالة رويترز، نقلاً عن كريستوف كاستانير رئيس ميناء مرسيليا، فإن “استمرار الحرب في البحر الأحمر يضع احتمال توجه السفن العالمية نحو المغرب قادمين من رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق البديل في الوقت الحالي، على أن تأتي سفن أخرى إلى المملكة من أجل نقل المواد عبر البحر الأبيض المتوسط”.
ويرى خبراء أن هذا التوجه قد يمثل “ضربة جيدة” لميناء طنجة المتوسطي، الذي يعرف “نجاحا باهرا” حتى قبل الحرب في البحر الأحمر. ومن الممكن أن “يضاعف من حجم الحاويات التي يستقبلها، رغم الضغط الكبير والمتوقع”.
وفي الواقع، استقبل ميناء طنجة المتوسطي، خلال الـ24 ساعة الماضية، 35 سفينة، مع توقعات بقدوم 63 سفينة في الوقت المقبل.
وعلى الجانب الآخر، خلف الصراع في البحر الأحمر نتائج وخيمة على مصر، حيث تراجعت حركة العبور في قناة السويس بشكل كبير بمعدل (49 حركة عبور في الأسبوع).
أميل إلى تأييد الرأي الذي يرى أن الحرب في البحر الأحمر هي فرصة اقتصادية تاريخية لميناء طنجة المتوسطي. فهذا النزاع سيزيد من حركة السفن في الميناء، مما سيؤدي إلى زيادة الإيرادات وخلق فرص عمل جديدة. كما سيعزز موقع الميناء كمركز لوجستي مهم في المنطقة.
بالطبع، هناك بعض التحديات التي سيواجهها الميناء، مثل ارتفاع تكاليف النقل عبر طريق رأس الرجاء الصالح. ومع ذلك، أعتقد أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال تحسين البنية التحتية للميناء وتقديم خدمات لوجستية عالية الجودة.
يعتقد بعض الخبراء أن الزيادة في حركة السفن في ميناء طنجة المتوسطي ستكون مؤقتة فقط. فمع انتهاء الحرب في البحر الأحمر، من المرجح أن تعود حركة السفن إلى طبيعتها.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد هؤلاء الخبراء أن زيادة حركة السفن في الميناء قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة من آسيا.
في الختام، أعتقد أن الحرب في البحر الأحمر هي فرصة جيدة لميناء طنجة المتوسطي. ومع ذلك، من المهم أن يستعد الميناء لهذه الفرصة ويستثمر في البنية التحتية والقدرات اللوجستية اللازمة لاستغلالها على أكمل وجه.