هبوط حاد للإيثريوم وسط بيانات أمريكية محبطة وتصاعد التوترات التجارية

تراجعت أسعار الإيثريوم بشكل حاد خلال تعاملات اليوم الجمعة، في موجة بيع واسعة اجتاحت سوق العملات الرقمية، وسط أجواء من الحذر والقلق في الأسواق العالمية، بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تباطؤاً غير متوقعاً في سوق العمل.
ووفقاً لتقرير حكومي صدر اليوم، أضاف الاقتصاد الأمريكي 73 ألف وظيفة فقط خلال شهر يوليو، في حين كانت التقديرات تشير إلى 100 ألف وظيفة.
وجاءت المراجعات للبيانات السابقة أكثر سلبية، إذ خُفضت أرقام مايو ويونيو مجتمعة بنحو 258 ألف وظيفة. فقد جرى تعديل بيانات يونيو إلى 14 ألف وظيفة فقط مقابل 147 ألفاً سابقاً، ومايو إلى 19 ألفاً بدلاً من 144 ألفاً.
وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة إلى 4.2%، بما يتماشى مع التوقعات، فإن المؤشرات الإجمالية لسوق العمل تؤكد ضعف الزخم في التوظيف.
في الوقت نفسه، أظهرت نتائج استطلاع جامعة ميشيغان ارتفاع ثقة المستهلك الأمريكي إلى 61.7 نقطة في يوليو، إلا أنها ما زالت دون المستوى المسجل في نفس الشهر من عام 2024 والذي بلغ 66.4 نقطة.
وفي مؤشر آخر على التباطؤ، أعلن معهد إدارة التوريد أن مؤشر مديري المشتريات للصناعات التحويلية انخفض إلى 48 نقطة خلال يوليو، ما يعكس استمرار الانكماش في هذا القطاع.
سياسياً، أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً باتهامه للسلطات الرسمية بتزوير بيانات التوظيف لأهداف سياسية، في وقت أعلن فيه أيضاً عن فرض رسوم جمركية جديدة على عدد كبير من الدول، ما زاد من المخاوف بشأن تصعيد محتمل في الحرب التجارية العالمية.
كل هذه العوامل عززت رهانات الأسواق على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر بمقدار 25 نقطة أساس، بعدما ثبتها مؤخراً في نطاق 4.25% إلى 4.50%.
وفي ظل هذه الأجواء، تعرضت العملات الرقمية لضغوط كبيرة، حيث انخفض سعر الإيثريوم بنسبة 5.7% ليصل إلى 3523.8 دولار، حسب بيانات منصة “كوين ماركت كاب”، بحلول الساعة 21:04 بتوقيت غرينتش.
الأسواق الرقمية تظل في مرمى تقلبات الاقتصاد الكلي، ويبدو أن الإيثريوم ليس استثناءً، حيث يتأثر بشكل مباشر بالتغيرات في سياسة الفائدة ومؤشرات الاقتصاد الأمريكي.