البيزو المكسيكي يتراجع رغم مؤشرات اقتصادية قوية بفعل صعود الدولار الأمريكي

تراجع البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياته في شهر، متجاوزًا مستوى 18.80 مقابل الدولار الأمريكي، متأثرًا بموجة صعود قوية للدولار على المستوى العالمي، على الرغم من صدور بيانات اقتصادية محلية إيجابية تشير إلى متانة الاقتصاد المكسيكي.
ويأتي هذا التراجع في سياق دعم إضافي للدولار الأمريكي بفعل نمو سنوي قوي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3% خلال الربع الثاني، ما عزز قناعة الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي، مع استبعاد تخفيضات قريبة.
في المقابل، أظهرت مؤشرات الاقتصاد المكسيكي أداءً لافتًا، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة 0.7% على أساس فصلي في الربع الثاني من العام، وهو أعلى معدل نمو منذ نهاية عام 2024، متجاوزًا التوقعات التي رجحت نموًا بنحو 0.4%.
كما انخفض معدل البطالة إلى 2.7% في يونيو، وهو الأدنى منذ عام 2002، ما يعكس سوق عمل قوية ومستقرة.
ويحافظ بنك المكسيك على واحدة من أعلى معدلات الفائدة الحقيقية في الأسواق الناشئة، وهو ما يساهم في جذب المستثمرين نحو تجارة الفائدة (carry trade)، مما يدعم البيزو جزئيًا. ومع ذلك، فإن قوة الدولار المدعومة ببيانات أمريكية قوية واتفاقيات تجارية دولية قللت من تأثير العوامل الإيجابية الداخلية، وأبقت العملة المكسيكية تحت ضغط.
ورغم الزخم الاقتصادي المحلي، يواجه البيزو تحديات مستمرة أمام ارتفاع الدولار، في وقت لا تزال فيه الأسواق تراقب عن كثب اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية والتقلبات في تدفقات رؤوس الأموال العالمية.