مودي يعزز العلاقات مع جزر المالديف عبر دعم مالي ومشاريع بنى تحتية

اختتم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، السبت، زيارة إلى جزر المالديف ركّز خلالها على تعزيز أواصر التعاون مع الدولة الواقعة في المحيط الهندي، التي تعاني أزمة مالية حادة. وشملت الزيارة تقديم حزمة دعم مالي كبيرة إلى جانب الإعلان عن مشاريع بنى تحتية حيوية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الأرخبيل.
تشعر الهند، القوة الإقليمية الكبرى، بقلق متزايد إزاء التقارب بين جزر المالديف وجارتها الصين، التي تسعى بدورها لتعزيز نفوذها في المنطقة.
ويأتي ذلك في ظل انتخاب محمد معزّ رئيساً للمالديف عام 2023، الذي اتخذ في بداية ولايته مواقف تصدّرت التوتر مع نيودلهي، بما في ذلك سحب فوج من القوات الهندية التي كانت تقوم بمهام بحث وإنقاذ في البلاد.
مع مرور الوقت، شهدت العلاقة بين الجانبين تحسناً، حيث خفّف معزّ من خطاب المعارضة للهند، وأشاد مؤخراً بالتعاون المشترك في مجالات الأمن والتجارة، مؤكدًا أن “الهند كانت دائمًا الشريك الأقرب والأكثر ثقة للمالديف”. وجرى خلال العام الماضي عقد لقاءات عدة بين مودي ومعزّ لتعزيز الحوار الثنائي.
وخلال زيارته التي استمرت يومين، أعلن مودي عن منح تسهيلات ائتمانية بقيمة 565 مليون دولار لمساعدة جزر المالديف على تخطي أزمتها في نقص العملات الأجنبية، على الرغم من ازدهار قطاع السياحة.
كما أقرت الهند تخفيض الدفعات السنوية لقرض سابق من 51 مليون دولار إلى 29 مليون دولار، في خطوة تهدف إلى تخفيف العبء المالي عن الدولة الصغيرة.
كما بحث الطرفان إمكانية إبرام اتفاق تجارة حرة بين البلدين لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري. وأشار معزّ إلى أن التمويلات الجديدة ستُستخدم لتعزيز الأمن الوطني وتحسين قطاعات الصحة والتعليم والإسكان في جزر المالديف.
وفي إطار دعم البنية التحتية، دشن مودي المقر الجديد لوزارة الدفاع في العاصمة ماليه، وافتتح مشاريع عدة تمولها الهند تشمل تطوير طرق وبناء أربعة آلاف وحدة سكنية جديدة، ضمن مشروع إسكان يهدف لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
وصف معزّ زيارة مودي عبر منصة “إكس” بأنها وضعت “مسارًا واضحًا لمستقبل العلاقات بين المالديف والهند”، في وقت تتزامن فيه هذه الخطوة مع احتفالات البلاد بالذكرى الستين لاستقلالها.
من جانبه، أكّد مودي في تغريدة أن العلاقات بين البلدين تشهد “نموًا مستمرًا” يعكس عمق الروابط والتعاون عبر قطاعات متعددة، مشدداً على دعم الهند لتطلعات الشعب المالدي.
تُعتبر جزر المالديف نقطة استراتيجية هامة على طرق الشحن العالمية، إلى جانب شهرتها بقطاع السياحة المزدهر وشواطئها الساحرة.
وفي الوقت الحالي، تعد كل من الهند والصين من أكبر الدائنين لجزر المالديف عبر اتفاقيات ثنائية، مما يعكس التنافس الإقليمي المستمر على النفوذ في المنطقة.