ارتفاع أسعار سمك السردين في المغرب بسبب الراحة البيولوجية وأنشطة الوسطاء
تعرف أثمنة سمك السردين، خلال الظرفية الحالية، ارتفاعا ملحوظا؛ فقد تجاوزت أسعارها ببعض مناطق المملكة حاجز 15 درهما، في وقت تُعد فيه هذه المنتوجات البحرية ملاذا للأسر البسيطة التي تُقبل بدرجة أقل على استهلاك اللحوم الحمراء.
وأكدوا بعض الفاعلين في مجال الصيد البحري “قلة المعروض من السردين بالأسواق الوطنية”، نتيجة لتزامن هذه الفترة مع الراحة البيولوجية التي يخضع لها اصطياد هذا النوع من السمك بسواحل المملكة بقرار صادر عن الوزارة الوصية.
فؤاد بودينة، الكاتب الوطني للرابطة الوطنية للصيد البحري، قال إن هذا الارتفاع في أسعار السمك “راجع بشكل أساسي إلى فترة الراحة البيولوجية التي تمر منها عدد من موانئ المملكة، فيما يتعلق باصطياد هذا النوع من المنتوجات البحرية”.
وأضاف بودينة، أن “أثمنة السردين بميناء المهدية تتراوح في الوقت الحالي ما بين 170 درهما و300 درهم للصندوق الواحد، قبل أن تنضاف إليها بعد ذلك المصاريف المتعلقة بالنقل والتبريد”، مسجلا أن “هذه المنتوجات تمر من بين أيدي حوالي 3 وسطاء قبل وصولها إلى المستهلك النهائي”.
وتابع الفاعل المهني ذاته:” في الأساس، سيدي إيفني وطانطان والصويرة والجديدة هي من أبرز المراكز المزودة للأسواق بمنتوج السردين؛ وبالتالي، فالتزام عدد من هذه الموانئ بفترة الراحة البيولوجية في اصطياد هذه المنتوجات أثر بشكل فعلي على أسعارها بالأسواق”.
بدوره، أكد عادل السندادي، فاعل مهني بالقطاع، ارتباط الارتفاع الحالي في أثمنة السردين بـ”استمرار فترة الراحة البيولوجية التي يخضع لها هذا النوع من السمك بعدد من السواحل المغربية، إذ إن السواحل من آسفي حتى الداخلة يشملها هذا المعطى”.
وأوضح السندادي، أن “فترة الراحة البيولوجية هذه تتراوح ما بين شهر واحد وبين شهر ونصف الشهر، ومن المنتظر أن تمتد إلى غاية منتصف شهر فبراير المقبل ببعض المناطق”، مشيرا إلى أن “السواحل ما بين بوجدور والداخلة تخضع لفترة راحة بيولوجية لمدة شهر ونصف الشهر فيما يخص صيد السردين، حسب قرارات رسمية”.
وأرجع المتحدث ذاته هذا الارتفاع كذلك إلى أنشطة الوسطاء في هذا القطاع، إذ “يُسجَلُ فارق كبير في الأثمنة بالموانئ وأسواق الجملة مقارنة مع الأثمنة التي يصل بها هذا المنتوج إلى المستهلكين”، وفق تعبير الفاعل المهني عينه الذي أكدا كذلك على “وجود نوع من العشوائية في تحديد الأسعار؛ وهو ما يبرز ضرورة مواكبتها من طرف المصالح المختصة”.
و يعود ارتفاع أسعار سمك السردين في المغرب إلى عدة عوامل، منها:
فترة الراحة البيولوجية التي يخضع لها اصطياد هذا النوع من السمك في عدد من السواحل المغربية، والتي تمتد من شهر واحد إلى شهر ونصف الشهر.
أنشطة الوسطاء في هذا القطاع، حيث يُسجَلُ فارق كبير في الأثمنة بالموانئ وأسواق الجملة مقارنة مع الأثمنة التي يصل بها هذا المنتوج إلى المستهلكين.
وجود نوع من العشوائية في تحديد الأسعار.
بناءً على ما سبق، يرى الخبراء أن الحل يكمن في اتخاذ مجموعة من الإجراءات، منها:
تقليص فترة الراحة البيولوجية، بما يضمن توفير كميات كافية من السردين للاستهلاك.
تكثيف الرقابة على أنشطة الوسطاء في هذا القطاع، بهدف الحد من ارتفاع الأسعار.
وضع ضوابط واضحة لتحديد الأسعار، بما يضمن عدم العشوائية.
يُعد ارتفاع أسعار سمك السردين في المغرب مصدر قلق للمواطنين، خاصة وأن هذا النوع من السمك يُعد من المنتجات الغذائية الأساسية لكثير من الأسر المغربية.