الصين تلتف على الرسوم الجمركية الأميركية بتوسيع صادراتها عالميًا وسط ضغوط تصديرية متزايدة

في ظل تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، تتخذ الصين مسارات بديلة للتقليل من آثار الرسوم الجمركية الأميركية، من خلال تكثيف صادراتها إلى أسواق جديدة حول العالم.
هذا ما أكده الخبير الاقتصادي روبن بروكس، الزميل البارز في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية بمؤسسة بروكينغز.
وقال بروكس في سلسلة منشورات عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن البيانات تشير إلى تغيرات غير تقليدية في خريطة التصدير الصينية.
فقد ارتفعت صادرات الصين إلى المجر بنسبة 40% منذ فرض الرسوم الجمركية الأميركية، مما يعكس محاولات صينية مكثفة لتصريف الفائض الإنتاجي المتراكم في المستودعات نتيجة تراجع الصادرات إلى السوق الأميركية.
ووفقاً لأرقام التجارة الصينية، فقد بلغت صادرات بكين إلى المجر نحو مليار دولار في ديسمبر 2024، قبل أن تصل إلى 1.4 مليار دولار بحلول مايو 2025.
لكن المثير للاهتمام، بحسب بروكس، هو القفزة الهائلة في الصادرات إلى دول صغيرة وغير معتادة على هذا الحجم من التبادل التجاري مع الصين، مثل ناورو، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 6000% على أساس سنوي في يونيو.
وأشار بروكس إلى أن هذه الطفرات في التصدير نحو وجهات غير تقليدية، مثل قطر أيضًا، تعكس محاولة منهجية لإعادة شحن البضائع إلى الولايات المتحدة عبر أطراف ثالثة، في ظل رفع واشنطن الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى مستويات وصلت 50%.
وقد تضاعفت الصادرات الصينية الشهرية إلى قطر من أكثر من 400 مليون دولار في دجنبر 2024 إلى أكثر من 700 مليون دولار في مايو 2025.
في المقابل، سجلت صادرات الصين المباشرة إلى الولايات المتحدة انخفاضًا حادًا بنسبة 34.5% في مايو، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو أكبر تراجع منذ تفشي جائحة كورونا في فبراير 2020.
ورغم هذا الانخفاض في السوق الأميركية، أظهرت البيانات الإجمالية نمواً في صادرات الصين العالمية بنسبة 4.8% خلال مايو 2025، لتصل إلى 316 مليار دولار، ما يشير إلى تحوّل استراتيجي في مسار التجارة الخارجية الصينية وسط بيئة تجارية دولية شديدة التوتر.