الصين تشدد قبضتها على تهريب المعادن الاستراتيجية وتعزز مراقبة الصادرات بحزم

أكدت السلطات الصينية التزامها بسياسة “عدم التسامح مطلقاً” في مواجهة تهريب المعادن الاستراتيجية الحيوية، مع تكثيف جهود إنفاذ القانون لمكافحة الشحنات غير القانونية والنقل غير المرخص للتقنيات المرتبطة بها.
جاء ذلك خلال اجتماع رسمي عقد يوم السبت، شارك فيه كبار المسؤولين من وزارات التجارة والأمن العام والأمن القومي، إضافة إلى الجهات القضائية والجمارك والبريد.
وكشفت هيئة تنسيق الرقابة على الصادرات عن عمليات تهريب جديدة تضمنت استخدام بيانات مزيفة وطرق معقدة عبر دول وسيطة لإعادة شحن المعادن الحيوية، وفقاً لتقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية “سي سي تي في”.
وتعكس هذه الخطوة حرص بكين على الحفاظ على سيطرتها المطلقة على إنتاج المعادن الحيوية ومغناطيسات العناصر الأرضية النادرة، خاصة في ظل التوترات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.
وأوضحت الصين أن جميع الشحنات من هذه المعادن تخضع الآن لنظام ترخيص صارم تصدره وزارة التجارة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الإمدادات العالمية، في وقت تتزايد فيه مطالب دولية لزيادة تدفق هذه الموارد الحيوية.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الصينية تسريع إجراءات منح التراخيص لتسهيل العمليات المشروعة.
وشددت السلطات على منع عمليات إعادة الشحن غير القانونية وإدراج الشركات المتورطة في التحايل على ضوابط التصدير ضمن قائمة سوداء خاصة، إلى جانب تقديم إرشادات دقيقة للمصدرين لتطبيق مبدأ العناية الواجبة، بهدف منع وصول هذه المواد إلى جهات ذات صلة بقطاعات الدفاع.
وفي تطور متصل، اتهمت أجهزة الاستخبارات الصينية وكالات أجنبية بمحاولات سرقة مواد من العناصر الأرضية النادرة عبر طرود بريدية خاضعة للمراقبة، مشيرة إلى إحباط محاولة من دولة لم يُكشف عن اسمها للحصول على هذه المواد لأغراض التخزين غير القانونية.
تأتي هذه التحركات في إطار حرص بكين على تعزيز أمن مواردها الاستراتيجية وحماية مصالحها الوطنية في مواجهة تحديات التجارة العالمية والضغوط الدولية.