شركات أمريكية تستهدف قطاع الطاقة السوري بعد رفع العقوبات وتخطط لاستثمارات ضخمة

تستعد ثلاث شركات أمريكية رائدة لإطلاق خطة استثمارية واسعة في قطاعات النفط والغاز والكهرباء في سوريا، عقب رفع الولايات المتحدة عقوباتها عن البلاد، في خطوة تعكس تحوّلاً استراتيجياً في السياسات الأمريكية تجاه الاقتصاد السوري.
قال جوناثان باس، الرئيس التنفيذي لشركة “أرجنت” للغاز الطبيعي المسال، إن شركات “بيكر هيوز”، و”هانت إنرجي”، إلى جانب “أرجنت” الأمريكية، تعمل حالياً على وضع خطة شاملة لإعادة بناء البنية التحتية للطاقة في سوريا، والتي تضررت بشدة نتيجة الحرب المستمرة التي امتدت لأكثر من 14 عاماً، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” يوم الجمعة.
يأتي هذا التطور بعد أن ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا في نهاية يونيو، بعد اجتماع جمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مايو الماضي.
تركز الخطة الاستثمارية على تعزيز مشاريع استكشاف وإنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى تطوير قطاع الكهرباء، دعمًا لجهود إعادة الإعمار الاقتصادي في البلاد.
ولم يُكشف حتى الآن عن حجم الاستثمارات المالية المتوقع ضخها من قبل الشركات الأمريكية.
تبدأ الشركات نشاطها في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، تزامناً مع تحركات استثمارية أخرى من شركات خليجية ودولية تسعى لتعزيز البنية التحتية للطاقة والموانئ في سوريا.
وفي ظل تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية، يشهد الاقتصاد السوري زخماً في جذب الاستثمارات، بعد سنوات من الانهيار الحاد الذي تسببت فيه الحرب، حيث قدرت الأمم المتحدة خسائر الناتج المحلي الإجمالي بما يقارب 800 مليار دولار.
في مايو الماضي، أبرمت سوريا مذكرات تفاهم مع عدة شركات لتطوير مشاريع طاقة بقيمة تصل إلى 7 مليارات دولار، تشمل بناء أربع محطات لتوليد الكهرباء بتوربينات الغاز ذات الدورة المركبة، بالإضافة إلى محطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميغاواط في الجنوب السوري.
كما استقبلت الحكومة الجديدة طلبات تأسيس حوالي 500 شركة في مختلف القطاعات منذ بداية العام، وفق تصريحات وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار.
يعد قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات تضرراً، حيث تراجعت القدرة الإنتاجية للكهرباء إلى 1.6 غيغاواط حالياً مقارنة بـ 9.5 غيغاواط قبل عام 2011، ما يستدعي استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات لإصلاح الشبكة.
وتسعى سوريا إلى استقطاب الاستثمارات الخاصة والمساعدات الدولية لمواجهة هذا التحدي.
في منشور على منصة “لينكد إن”، أكد وزير المالية السوري محمد يسر برنية أن الشركات الأمريكية الثلاث شكلت تحالفاً للاستثمار وتطوير قطاع الطاقة في سوريا.
وقد وصل رؤساء هذه الشركات إلى دمشق على متن طائرة خاصة الأسبوع الماضي، حيث عقدوا اجتماعات رسمية رغم تعرض العاصمة لغارات جوية إسرائيلية في ذات الفترة.
وذكر برنية أن “هذه الزيارة تمثل مؤشراً واضحاً على الاهتمام المتزايد بين المستثمرين الأمريكيين بالسوق السوري”، ما قد يمهد لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي رغم الظروف الأمنية والسياسية المعقدة.