تحول جذري للبنوك الكبرى نحو العملات المستقرة وسط جدل تشريعي محتدم في الولايات المتحدة

في خطوة تعكس تغيرًا كبيرًا في موقف القطاع المصرفي التقليدي من الأصول الرقمية، أعلنت قيادات بارزة في بنوك JPMorgan Chase وCitigroup عن خطط لدخول سوق العملات المستقرة، وذلك بالتزامن مع نقاشات مكثفة داخل الكونغرس الأمريكي حول تنظيم صناعة الكريبتو.

صرحت جين فريزر، الرئيسة التنفيذية لـCitigroup، يوم الثلاثاء، بأن البنك يدرس إصدار عملة مستقرة خاصة به، مشيدة بتوجه الإدارة الأمريكية نحو تسهيل مشاركة البنوك في قطاع الأصول الرقمية بشكل أكثر شفافية ومرونة.

على الجانب الآخر، رغم تحفظاته السابقة على العملات المشفرة، أبدى جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـJPMorgan، استعداد البنك للتوسع في العملات المستقرة من خلال عملة JPM Coin وعملة JPMD الموجهة للعملاء المؤسساتيين.

وأوضح ديمون: “سندخل هذا المجال لتعلّمه وإتقانه، مع أنني لا أزال متشككًا بشأن تفوق العملات المستقرة على أنظمة الدفع التقليدية.”

تأتي هذه التحركات في ظل انقسامات حادة داخل الكونغرس الأمريكي بشأن ثلاثة مشاريع قوانين تهدف إلى وضع إطار تنظيمي شامل لسوق الكريبتو، منها قانون يمنع إصدار عملات رقمية من قبل البنوك المركزية وآخر لتأسيس أول نظام تنظيمي فيدرالي للعملات المستقرة.

لكن محاولات تمرير هذه التشريعات اصطدمت يوم الثلاثاء بعقبة كبيرة، عندما صوت 13 نائبًا جمهوريًا إلى جانب الديمقراطيين ضد إجراء إجرائي كان من شأنه تمهيد الطريق للتصويت النهائي على القوانين، مع مطالبات بدمج مشاريع القوانين في حزمة واحدة بدلاً من التصويت عليها بشكل منفصل.

وفي تطور مفاجئ، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أن الجمهوريين المعارضين تراجعوا ووافقوا على دعم التشريعات، مما قد يعيد الزخم إلى ما يُعرف بـ”أسبوع الكريبتو” في الكونغرس، ويفتح الباب أمام تنظيم واضح لسوق العملات الرقمية في الولايات المتحدة.

هذا المشهد يبرز تغيرًا ملحوظًا في استراتيجية البنوك الكبرى وتعامل السلطات التشريعية مع مستقبل الأصول الرقمية، وسط توقعات بتسريع اعتماد العملات المستقرة كجزء أساسي من النظام المالي.