المغرب أكبر المستفيدين من مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي
كشفت الجريدة البريطانية “Daily Express”، أن المغرب ومصر يعتبران من أكبر المستفيدين في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ارتفعت صادرات الفواكه والخضر المستوردة من هذه البلدان في اتجاه المملكة المتحدة، بشكل متزايد خلال السنوات القليلة الماضية.
وارتفعت نسبة الواردات البريطانية من المملكة المغربية خلال الفترة ما بين 2018 و2022 إلى 200 بالمائة، حيث أنفقت المملكة المتحدة، 425 مليون جنيه إسترليني على الفواكه والخضروات المغربية سنة 2022، وما لا يقل عن 352 مليون جنيه إسترليني السنة الفارطة، فيما ارتفعت واردات الفواكه والخضروات المصرية الطازجة والمجففة والمجمدة بنسبة 150 في المائة.
وحسب المصدر ذاته فإن صادرات المغرب نحو بريطانيا شملت في الغالب الطماطم واليوسفي والتوت، إذ تم إنفاق 160 مليون جنيه إسترليني العام الماضي، على التوت المغربي، والتوت الأسود، والتوت الأزرق، والفراولة، فيما تم إنفاق 163 مليون جنيه إسترليني على الطماطم، و36 مليون جنيه إسترليني على اليوسفي”الماندرين”، وتشكلت الصادرات المغربية أيضا من الفلفل الحلو والكوسة والخيار والقرنبيط والبطيخ والأفوكادو.
وأوضح أن الواردات من الموردين الأوروبيين مثل هولندا وبلجيكا وفرنسا شهدت انخفاضا ملحوظا، حيث انخفضت الواردات الفرنسية وحدها إلى النصف، في المقابل عرفت حصة بولندا المنتمية للاتحاد الأوروبي ارتفاعا، مع زيادة في نسبة الواردات بنسبة 33 بالمئة خلال نفس الفترة المذكورة، ونفس الأمر يتعلق بحصة الصادرات الإسبانية تجاه المملكة المتحدة.
و جدير بالذكر أن المملكة المغربية ونظيرتها البريطانية، ومنذ خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، عملتا على تطوير علاقاتهما الاقتصادية خاصة وأن نسب المبادلات التجارية بين الطرفين شهدت ارتفاعا كبيرا، من أجل تغطية حاجيات بريطانيا.
و يطرح هذا الموضوع قضية مهمة، وهي تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على التجارة بين البلدين.
ويبدو أن هذا الخروج قد أتاح فرصا جديدة للمغرب ومصر، حيث ارتفعت صادراتهما من الفواكه والخضروات إلى المملكة المتحدة بشكل ملحوظ.
ويمكن تفسير ذلك بعدة عوامل، منها:
وجود عراقيل أدت إلى تباطؤ العجلة التجارية بين المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بسبب بروتوكولات الاستيراد المعقدة، ناهيك عن تضخم أسعار المواد الغذائية.
وجود علاقات تجارية قوية بين المغرب وبريطانيا، حيث كانت المملكة المتحدة قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي، ثاني أكبر شريك تجاري للمغرب في مجال الصادرات.
وجود إمكانات كبيرة للنمو في قطاع الزراعة في المغرب ومصر، حيث يتمتعان بمناخ معتدل وملائم لزراعة العديد من أنواع الفواكه والخضروات.
ويمكن أن يساهم هذا التطور في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبريطانيا، وزيادة الصادرات المغربية إلى الأسواق البريطانية.