10 تريليونات دولار من الخسائر.. كيف يتأثر الاقتصاد العالمي حال نشوب حرب في تايوان؟
من الممكن أن يترتب على سيناريو “حرب الصين ضد تايوان” تكلفة هائلة من الناحية الاقتصادية، وذلك على كلا الجانبين وحتى على الصعيد العالمي.
وقد تبلغ التكلفة المحتملة لهذه الحرب 10 تريليونات دولار، أو ما يعادل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (وفي حالة الحظر الشامل على البلاد سينخفض بمقدار 5% فقط)، بحسب تقديرات “بلومبرج إيكونوميكس”.
ويتجاوز ذلك بكثير آثار الجائحة والأزمة المالية العالمية، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 5.9% بسببهما في عامي 2020 و2009، كما يتجاوز تأثير الحرب في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط.
الخوف يتملك الجميع
– رغم استبعاد الكثير من الخبراء والمراقبين الدوليين سيناريو الحرب بين بكين وتايبيه في الوقت الراهن، فإن اندلاع الحرب في أوكرانيا وغزة يثير مخاوف من إمكانية تحول التوترات المستمرة منذ فترة طويلة إلى صراع.
– في الوقت الراهن، يسارع الكثير من المستثمرين في وول ستريت، والمخططين العسكريين، ومجموعة كبيرة من الشركات التي تعتمد على أشباه الموصلات في تايوان، للتحوط ضد المخاطر.
– يدرس خبراء الأمن القومي في البنتاغون، ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة واليابان، والشركات الاستشارية العالمية، سيناريوهات مختلفة، بدءاً من “الحظر الصيني التام” على تايوان، إلى السيطرة الكاملة على الجزر النائية، ثم الاجتياح الشامل.
خسائر اقتصادية فادحة
– ترجع الخسائر الاقتصادية المحتملة إلى حقيقة أن تايوان تنتج معظم أشباه الموصلات المتقدمة في العالم والعديد من الرقائق المتطورة، وعلى الصعيد العالمي، يأتي 5.6% من إجمالي القيمة المضافة للاقتصاد من القطاعات التي تستخدم الرقائق كمدخلات مباشرة، ويعادل ذلك 6 تريليونات دولار.
– في الوقت نفسه، يبلغ إجمالي القيمة السوقية لأكبر 20 عميلًا لشركة تايوان لأشباه الموصلات نحو 7.4 تريليون دولار، كما يعد مضيق تايوان أحد أكثر ممرات الشحن نشاطًا في العالم.
من شأن الحرب أن تدمر اقتصاد تايوان وتؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 40%، ومع انقطاع العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين وعدم القدرة على الوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة، سيتراجع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 16.7%.
– بالنسبة للولايات المتحدة، ورغم أنها بعيدةً عن مركز الأحداث لكن سيظل لديها الكثير على المحك هناك، وذلك من خلال اعتماد شركة “آبل” على سلسلة توريد الإلكترونيات الآسيوية على سبيل المثال، وتشير التقديرات إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا بنسبة 6.7%.
– على صعيد الاقتصاد العالمي، سينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10.2%، وستكون كوريا الجنوبية (- 23.3%) واليابان (- 13.5%) واقتصادات شرق آسيا الأخرى (- 20.1%) الأكثر تأثرًا.