بعد ارتفاع معدل تسريح العمالة الأمريكية .. ما استراتيجية الشركات لرفع معنويات موظفيها؟
شهد عام 2023 خفض الشركات الأمريكية 721.67 ألف وظيفة بزيادة بلغت 98% مقارنة بعام 2022، ليسجل إجمالي عمليات تسريح العمالة أعلى مستوى له منذ 2020.
وبدأت الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا موجة تسريح العمال العام الماضي، لتسير باقي القطاعات على خطاها بعد ذلك وخاصة خلال النصف الأول من السنة.
وقال “أرون تيرازاس” كبير الاقتصايين لدى منصة “جلاس دور” للتوظيف في لقاء مع شبكة “سي إن بي سي”، إن العديد من الشركات اضطرت لاتخاذ قرارات بالغة الصعوبة لتقليص أعداد موظفيها، خاصة مع سيادة حالة عدم اليقين الاقتصادية في أوائل عام 2023.
وأدت عمليات التسريح الجماعي للعمال إلى انخفاض مستوى رضا الموظفين ممن استمروا في وظائفهم، وتراجعت مشاركتهم في العمل، بجانب زيادة الضغوط بالنسبة للطبقة الوسطى من الإدارة، ويتوقع “تيرازاس” استمرار هذه الاتجاهات في عام 2024.
وقدمت “جلاس دور” في تقرير اتجاهات محل العمل لعام 2024 الذي صدر في نوفمبر الماضي، تحليلاً لتقييمات موظفي أكثر من 100 شركة شهدت عمليات تسريح واسعة النطاق، لمعرفة أي من جوانب رضا الموظفين، والمديرين في المستويات المتوسطة والأدنى؛ تعرضت للضرر الأكبر على مدار العام الماضي.
وأوضحت نتائج التحليل أن الـ 30 يوماً التالية على تسريح العمال شهدت انخفاضاً في التصنيف الإجمالي للشركة على صعيد كل جوانب رضا الموظفين، بداية من تقبل الرئيس التنفيذي، وحتى الإندماج والشمول.
ورغم عودة هذه التقييمات إلى التوازن بمرور الوقت، لكن تصنيفات عوامل مثل الثقافة، والقيم، والتوازن بين العمل والحياة؛ استمرت في التراجع حتى بعد مرور 5 أشهر على عمليات التسريح، ويرجح أن الأمر يعود إلى أن هذه الأحداث تظهر تأثيراتها على المدى الطويل.
وأشار ” تيرازاس” إلى أن زيادة المكافآت تظل الوسيلة الأسرع لرفع معنويات الموظفين على مر التاريخ، لكن الشركات قد لا تلجأ إلى هذا الأسلوب على الأرجح خلال عام 2024 نظراً للضغوط التي تتعرض لها ميزانياتها، موضحاً أن الشركات سوف تحاول منح موظفيها مكافآت هامشية، واتباع سياسة “العصا والجزرة”.
ويصنف الاقتصاديون السياسات الرامية إلى زيادة مشاركة الموظفين وتعزيز أدائهم عبر منح وجبات مجانية مثلاً على أنها “الجزرة”، بينما ينظرون إلى أسلوب توقيع العقوبات على أنه “العصا”، وفي حين يعد الخيار الأول أكثر كلفة، لكن سياسة العصا لها تأثير سئ على معنويات الموظفين بالطبع.
ويرى “تيرازاس” أن أصحاب العمل سوف يترددوا في الاعتماد على سياسة العصا بشكل كبير بالنظر للاتجاهات السابق ذكرها، كما أن أي من الخيارين يعد غير مرغوب بالنسبة لهم، لذا فقد يتبعوا مزيج من الأسلوبين عبر منح الحوافز للموظفين الأكثر تفاعلاً فقط.
وتعرض المديرون في المستوى المتوسط لضغوط كبيرة من طرفي التسلسل الهرمي في الشركات خلال موجة تسريح العمال، حيث تم تكليفهم بدفع الموظفين المبتدئين إلى زيادة الإنتاج، وتطبيق سياسات لا تحظى بشعبية لدى العاملين فيما يتعلق بتقليص حجم لعمالة، والضغط على الموظفين المحوريين لزيادة جهد العمل.
ومع اضطرار المديرون إلى اتباع إجراءات خفض التكاليف تلك، أصبحوا هم أيضاً ضحايا لنفس السياسات التي فرضوها بأيديهم، وصارو كبش فداء لتضخم الهيكل التنظيمي للشركات.
وقال ” تيرازاس” خلال اللقاء، إنه من غير المرجح أن يشعر المديرين من هذه الطبقة براحة أكبر خلال العام الجديد، ووجه نصيحته إلى طبقات الإدارة العليا بأن يُشعروا موظفيهم بأن لهم صوت مسموع إذا أرادوا زيادة مستويات الرضا داخل العمل، وخاصة بالنسبة لموظفي الخطوط الأمامية والمبتدئين.