شراكة استراتيجية بين أبوظبي وOpenAI لتأسيس أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي خارج أمريكا

كشفت شركة OpenAI عن أول توسع دولي لمنصتها للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي “ستارغيت” من خلال مشروع ضخم يحمل اسم “ستارغيت الإمارات”، بالشراكة مع مجموعة G42 الإماراتية وبدعم مباشر من الحكومة الأميركية.
ويهدف هذا المشروع الطموح إلى تعزيز الابتكار وتسريع النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، ضمن إطار تعاون تقني متقدم بين الولايات المتحدة والإمارات.
يتضمن المشروع إنشاء مركز حوسبة عملاق في أبوظبي بقدرة 1 غيغاواط، إلى جانب تمويل إماراتي لإنشاء منشآت حوسبة فائقة في الولايات المتحدة.
ويمثل هذا التبادل جزءاً من اتفاقية أوسع لتوسيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر الحدود، وهي شراكة تم الإعلان عنها رسمياً خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة.
وقال بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لشركة G42، إن هذا المشروع سيساهم في “نقل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى الاقتصادات والمجتمعات عالمياً”، معتبراً أنه خطوة استراتيجية في تعميق التعاون الأميركي-الإماراتي في هذا المجال.
أما سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، فقد أشار إلى أن المبادرة ستسهم في تطوير حلول مبتكرة في مجالات حيوية مثل التعليم المخصص، الطاقة النظيفة، والرعاية الصحية، مضيفاً: “هذه الشراكة تضمن أن الابتكار لا يبقى محصوراً في منطقة واحدة بل يعود بالنفع على البشرية جمعاء.”
وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية، فإن المنشأة المزمع إنشاؤها في أبوظبي ستكون الأكبر من نوعها خارج الولايات المتحدة، وستمتد على مساحة 10 أميال مربعة ضمن “مجمع ذكاء اصطناعي” إماراتي-أميركي.
وستوفر البنية التحتية قدرة حوسبة تصل إلى 5 غيغاواط، معتمدة على مصادر طاقة متنوعة تشمل النووية، الشمسية، والغاز الطبيعي، في خطوة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى وحدات الحوسبة بطاقة 200 ميغاواط في عام 2026، حيث تتولى شركتا OpenAI وOracle إدارة العمليات التقنية، بينما تقع مسؤولية البناء على G42.
ومن أبرز معالم الاتفاقية، أن الإمارات ستكون أول دولة تُفعل تقنيات “تشات جي بي تي” على مستوى وطني، ما سيمكن من إدماج الذكاء الاصطناعي في مجالات رئيسية مثل الإدارة الحكومية، التعليم، الطاقة، الصحة والنقل.
ويمثل ذلك قفزة نوعية في جهود الإمارات لتعميم الذكاء الاصطناعي كأداة للتحديث والتحول الرقمي.
ويشهد المشروع تعاوناً مع عدد من كبرى الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا، من بينها SoftBank، Oracle، NVIDIA، وCisco Systems، مما يعكس عمق الالتزام الدولي بنجاح هذا المشروع.
ويأتي الإعلان عن “ستارغيت الإمارات” في أعقاب تعهد إماراتي بضخ استثمارات ضخمة تُقدّر بـ 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، ما يضع المشروع في قلب شبكة علاقات اقتصادية وتكنولوجية متنامية بين البلدين.