المغرب يتصدر استثمارات صناعة السيارات في المنطقة ويعزز مكانته كمركز إقليمي واعد

كشفت بيانات جديدة صادرة عن مكتب الدراسات BMI، التابع لمجموعة “فيتش سوليوشنز”، عن استمرار المغرب في تعزيز موقعه الريادي كوجهة أولى للاستثمارات الصناعية في قطاع السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فخلال الربع الأول من عام 2025، تمكنت المملكة من استقطاب ثلث المشاريع الاستثمارية الجديدة التي تم إطلاقها أو الإعلان عنها في المنطقة، في قطاع يشهد نمواً متسارعاً وتحولاً استراتيجياً نحو المركبات الكهربائية.
وسجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 27 مشروعاً جديداً بقيمة إجمالية بلغت 2.6 مليار دولار، مقارنة بـ21 مشروعاً فقط في الربع الأخير من عام 2024، كانت قيمتها مجتمعة لا تتجاوز 957.9 مليون دولار، ما يعكس ارتفاعاً ملحوظاً في جاذبية القطاع.
احتل المغرب صدارة الدول الجاذبة لهذه الاستثمارات، بعدما استحوذ على 9 مشاريع من أصل 27، متقدماً على مصر التي جاءت في المرتبة الثانية بـ6 مشاريع، تليها الجزائر بـ5 مشاريع، بينما اكتفت السعودية بمشروعين، وإيران بمشروع واحد.
وتركزت الاستثمارات الجديدة بشكل خاص على صناعة مكونات السيارات وتطوير المركبات الخاصة، في انسجام مع الاستراتيجية الوطنية لدعم تصنيع السيارات الكهربائية والهجينة.
ووفقاً لتقرير BMI، فإن المغرب يراكم مزايا تنافسية قوية، على رأسها البنية التحتية المتطورة، وشبكة التوريد المحلية المتكاملة، والقرب الجغرافي من أوروبا، إلى جانب الحضور القوي لرواد الصناعة مثل رونو وستيلانتيس، ما يجعله مركزاً إقليمياً رائداً في التصنيع والتصدير.
وشهد المغرب خلال الفترة ذاتها إطلاق خمسة مشاريع أوروبية جديدة موجهة إلى قطاع مكونات السيارات، من بينها مشروع لشركة Fränkische Industrial Pipes الألمانية باستثمار يناهز 100 مليون درهم (نحو 10.9 ملايين دولار)، يهم إنتاج أنظمة بلاستيكية. كما دشنت شركة Leoni الألمانية وحدة تصنيع جديدة خاصة بالمركبات التجارية.
أما من الجانب الصيني، فقد أعلنت شركات بارزة مثل Hangzhou Redick Energy Saving Technology، وGuangdong Haomei New Materials، وLingyun Industrial عن مشاريع تشمل إنتاج محامل متقدمة وهياكل بطاريات الطاقات المتجددة ومكونات فولاذية عالية المقاومة.
يشير التقرير إلى أن هذه المشاريع تنسجم مع النمو المتواصل لإنتاج السيارات بالمغرب، وتساهم في توسيع سلاسل التوريد المحلية، وهو ما يشجع على استقطاب مزيد من المستثمرين من مختلف الجنسيات، سواء في مكونات السيارات أو في المركبات النهائية.
وفي السياق نفسه، شهدت مصر دخول شركة Geely الصينية لتصنيع سيارتين جديدتين محلياً بطاقة سنوية تصل إلى 30 ألف وحدة. كما أعادت شركة النصر إحياء مشروع الحافلات الكهربائية بعد توقف دام 15 عاماً، بهدف إنتاج 20 ألف وحدة سنوياً.
أما في الإمارات، فقد وقعت شركة W Motors شراكة مع Valeo لتطوير حلول القيادة الذاتية، إلى جانب تعاون مع شركة NWTN لتصنيع مركبات كهربائية فاخرة موجهة للاستخدام المدني والأمني، ما يعكس التوجه الخليجي لتعزيز التحول نحو حلول تنقل مستدامة.
يرسّخ المغرب، وفق التقرير، مكانته المتقدمة كقطب إقليمي في صناعة السيارات، مستفيداً من تراكم الخبرات، وتنوع الشركاء الدوليين، والالتزام السياسي القوي بدعم التحول الصناعي الأخضر، وهو ما يضع المملكة في موقع مؤهل لقيادة المرحلة المقبلة من النمو الصناعي في المنطقة.