Bitget Banner
الاقتصاديةالألعاب الرقمية

بالمر لاكي: من الطفل المتعلم في المنزل إلى رائد الأسلحة الذكية في وادي السيليكون

في عالم يلتقي فيه التطور التكنولوجي بالسياسة، ويصبح الخيال العلمي واقعًا يفرض نفسه على الصناعات الدفاعية، يبرز اسم بالمر لاكي كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في وادي السيليكون.

من بداياته كطفل تعلّم في المنزل إلى مؤسس شركة دفاعية يُتوقع أن تحقق عقودًا حكومية عالمية بقيمة تتجاوز 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام.

وُلد لاكي عام 1992، ونشأ في أسرة اعتمدت على التعليم المنزلي، إذ رأت والدته أن النظام التعليمي التقليدي لا يناسب اختلافات الأطفال، مما أتاح له فرصة فريدة للتعلم الذاتي. انغمس في قراءة الروايات، ولعب ألعاب الفيديو، ودرس الهندسة الكهربائية والميكانيكية بشغف.

استوحى لاكي جزءًا من شخصيته من شخصية “سيتو كايبا” في أنمي “يوجي يو”؛ ذلك اليتيم الذي تبناه رئيس شركة أسلحة ضخمة وأصبح قرصان حاسوب محترفًا ومالكًا لإمبراطورية أسلحة ضخمة، مستفيدًا من أموالها لتطوير ألعاب واقع افتراضي.

تجاوز لاكي العديد من التحديات، ففي عمر 19 عامًا، بعد تركه الجامعة، عاش ظروفًا صعبة إذ باع والداه مقطورة التخييم التي كان يقيم فيها، لينام في مرآب ويعمل في تنظيف أسطح القوارب وإصلاح المحركات لتوفير المال اللازم لتطوير نظارة الواقع الافتراضي “ريفت” وتأسيس شركته “أوكولوس”.

رفض لاكي عرض عمل من “سوني” براتب 70 ألف دولار سنويًا في مختبر البحث والتطوير، رغم ضائقة مالية كبيرة، خوفًا من التخلي عن حلمه في ظل قيود الرأسمالية.

بدلاً من ذلك، أطلق حملة تمويل جماعي عبر منصة “كيك ستارتر” جمعت 2.4 مليون دولار في غضون 24 ساعة.

في 25 مارس 2014، باع لاكي شركته الناشئة “أوكولوس” إلى فيسبوك مقابل ملياري دولار، مع شرط الحفاظ على استقلالية الشركة وتمكينها من الوصول إلى موارد فيسبوك الكاملة.

كانت حياة لاكي أيضًا محاطة بالجدل السياسي، ففي سن الرابعة والعشرين، تبرع لمجموعة سياسية مؤيدة لدونالد ترامب ومعارضة لهيلاري كلينتون، وهو ما يُعتقد أنه السبب وراء طرده من فيسبوك عام 2017.

في خطوة غير تقليدية، أسس لاكي شركة “أندوريل إندستريز” بالتعاون مع موظفين سابقين في شركة “بالانتير”، مختصة بتطوير أسلحة ذاتية التشغيل تعتمد على الذكاء الاصطناعي. يبرر لاكي هذه الخطوة بأن نقص الابتكار في مجال الدفاع يجعل تقنيات السيارات الذاتية والروبوتات المنزلية أكثر تطورًا من أسلحة البنتاجون.

تستخدم تقنيات شركته في الجيش الأمريكي، خصوصًا خلال الحرب في أوكرانيا، حيث توفر نظارات رأس تمنح الجنود رؤية بزاوية 360 درجة، وأنظمة كهرومغناطيسية لتشويش معدات العدو، وتقنيات متقدمة لتدمير أسراب الطائرات بدون طيار.

واحدة من أبرز ابتكارات “أندوريل” هي غواصة “دايف إكس إل”، القادرة على التنقل لمسافة 1000 ميل بشكل مستقل بناءً على برمجتها المسبقة دون إمكانية التحكم عن بُعد، وقد استثمرت أستراليا 58 مليون دولار لدعم تطوير هذه الغواصات بهدف حماية مياهها من التهديدات الصينية.

حذر لاكي، الذي تقدر ثروته بحوالي 2.5 مليار دولار، من احتمالية نفاد الذخيرة الأمريكية في حال اندلاع مواجهة عسكرية متعددة الجبهات مع الصين، معبرًا عن قلقه من الوضع الدفاعي للولايات المتحدة. ويأمل أن تسهم شركته “أندوريل” في تطوير أسلحة المستقبل وتعزيز القدرات الدفاعية لتفادي هذا السيناريو.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى