ترامب وسياسات النفط: خسائر ضخمة وأمل مفقود للقطاع

خلال حملته الانتخابية الأخيرة، روج الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، لنفسه كمنقذ لقطاع النفط والغاز، داعيًا إلى زيادة التنقيب وتحفيز الإنتاج المحلي.
لكن السياسات الاقتصادية التي اتبعها قد أدت إلى اضطراب كبير لهذه الصناعة الحيوية، حيث تكبدت أسهم شركات التنقيب الأمريكية خسائر فادحة، وتراجعت أسعار النفط الخام، بينما ظلت أسعار البنزين مرتفعة.
منذ تولي ترامب منصبه، خسرت شركات النفط والغاز الأمريكية نحو 280 مليار دولار من قيمها السوقية. ففي الفترة ما بين إعلان ترامب عن حزمة الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل وحتى الثامن والعشرين من نفس الشهر، انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.8%، بينما هبط المؤشر الفرعي لقطاع الطاقة 14.3%.
فاقت خسائر شركات النفط هذه الخسائر في أي قطاع آخر، حيث سجلت أسهم شركات كبرى مثل “إكسون” و”شيفرون” تراجعًا بنسبة 11% و18% على التوالي.
كما شهدت أسهم شركات أخرى مثل “شلمبرجيه” و”هاليبرتون” و”بيكر هيوز” انخفاضات تتراوح بين 21% و23%. في أبريل، هبط سعر الخام الأمريكي بنسبة 19% ليصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من أربعة أعوام، حيث سجل 58.21 دولارًا للبرميل بنهاية الشهر، مما زاد من الضغوط على الشركات.
أداء أسهم أكبر الشركات في كل قطاع بالسوق الأمريكية (02 أبريل – 28 أبريل) |
||||
القطاع |
عدد الأسهم المنخفضة بنسبة 10% أو أكثر |
عدد الأسهم المنخفضة بنسبة 9% أو أقل |
عدد الأسهم المرتفعة |
|
النفط والغاز |
70 |
28 |
2 |
|
الاتصالات |
21 |
47 |
26 |
|
المواد الأساسية |
19 |
47 |
34 |
|
السلع الاستهلاكية الكمالية |
17 |
54 |
29 |
|
الصناعة |
15 |
50 |
35 |
|
الرعاية الصحية |
13 |
52 |
35 |
|
المالي |
11 |
75 |
14 |
|
السلع الاستهلاكية الأساسية |
9 |
57 |
34 |
|
العقارات |
5 |
14 |
2 |
|
تكنولوجيا المعلومات |
4 |
54 |
42 |
|
المرافق |
1 |
36 |
28 |
تحت قيادة ترامب، كان هناك وعد بتعزيز قطاع النفط والغاز، وكان من المتوقع أن تشهد الصناعة زيادة في الإنتاج. ومع ذلك، كان هناك اتجاه تنازلي في الإنتاج بسبب نضج الحقول النفطية وتقلص عدد المناطق المناسبة للتنقيب.
وقد أشار القادة التنفيذيون في القطاع إلى أن السياسات التي تبناها ترامب كانت تسرع من هذا الاتجاه، مما جعلهم يواجهون تحديات إضافية في ظل انخفاض الأسعار وارتفاع التكاليف .
بدأت شركات الحفر الأمريكية خفض أعداد منصات التنقيب وسط تراجع الأسعار، وأعرب مسؤولون في القطاع عن انعدام رغبتهم في الاستمرار في الحفر في الآبار ذات الإنتاجية المنخفضة.
كما أن اضطراب أسواق النفط، بما في ذلك المخاوف بشأن آفاق العرض والطلب، أضاف مزيدًا من الضغوط على القطاع، مما أسهم في ارتفاع أسعار البنزين عالي النقاء.
على الرغم من تأكيد ترامب في أكثر من مناسبة أن أسعار البنزين انخفضت، إلا أن الواقع كان مختلفًا. مع استمرار عزوف شركات التنقيب عن الاستخراج في ظل ظروف السوق الحالية، ارتفع سعر جالون البنزين بنحو 6 سنتات منذ عودة ترامب للسلطة.
ومع اقتراب موسم القيادة الصيفي، من المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع، مما يزيد من الأعباء على المستهلكين.
على الرغم من وعود ترامب بدعم قطاع النفط والغاز، فقد كانت سياساته الاقتصادية سببا في تقلبات كبيرة في هذا القطاع الحيوي. مع تراجع أسعار النفط وارتفاع أسعار البنزين، بات القطاع يواجه تحديات أكبر، بينما تسعى الشركات إلى التكيف مع هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.