منذ إطلاق منصة “كانفا”، أصبح التصميم الجرافيكي أكثر سهولة ويسرًا لملايين الأشخاص حول العالم. تتيح هذه الأداة المبتكرة للمستخدمين تصميم منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، الدعوات الخاصة، والعروض التقديمية بأسلوب احترافي، دون الحاجة إلى خبرة سابقة في التصميم.
لكن خلف هذه المنصة العالمية، توجد قصة ملهمة لشابة أسترالية تدعى ميلاني بيركنز، التي حولت فكرتها البسيطة إلى واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم.
ولدت ميلاني بيركنز في عام 1987 في مدينة بيرث الأسترالية، حيث أظهرت منذ طفولتها شغفًا بالأنشطة التجارية والرياضية. في سن الرابعة عشرة، بدأت في بيع الأوشحة المصنوعة يدويًا، وشاركت في مسابقات التزلج الفني على الجليد، وهو ما علمها الانضباط والإصرار.
هذه الخبرات شكلت شخصية ريادية ساعدتها في تحقيق النجاح فيما بعد.
في سنواتها الجامعية، لاحظت بيركنز صعوبة والدتها المعلمة في تصميم كتب التخرج لطلابها باستخدام الطرق التقليدية.
هذه الملاحظة ألهمتها لتطوير مشروعها الأول “فيوجن بوكس” في سن التاسعة عشرة. كانت الفكرة تقديم أداة إلكترونية لطلاب المدارس والمعلمين لتسهيل تصميم كتب التخرج باستخدام القوالب الجاهزة.
سرعان ما حقق المشروع نجاحًا واسعًا، ليشمل العديد من المدارس في أستراليا ونيوزيلندا وفرنسا.
بعد نجاح “فيوجن بوكس”، لاحظت بيركنز أن أدوات التصميم الجرافيكي التقليدية مثل “فوتوشوب” كانت معقدة للغاية للمبتدئين. هذه الملاحظة ألهمتها لإنشاء منصة تصميم سحابية مبسطة.
و على الرغم من العديد من الرفض من قبل المستثمرين، استمرت بيركنز في إيمانها بفكرتها. بعد لقاء مهم مع المستثمر الأمريكي بيل تاي في أستراليا، بدأت الأمور تتغير. بتضافر جهود بيركنز مع فريق من المهندسين الموهوبين من “جوجل”، أصبح “كانفا” واقعًا.
في عام 2013، أُطلق “كانفا” رسميًا، لكن بيركنز واجهت صعوبة في جذب المستثمرين في البداية. رغم هذا، تمكَّنت من الحصول على تمويل محلي بمقدار 3 ملايين دولار أسترالي، مما أعطاها الزخم المطلوب للتوسع. اليوم، بات “كانفا” أحد أكبر النجاحات التكنولوجية في العالم.
تعكس قصة ميلاني بيركنز العديد من الدروس القيمة في ريادة الأعمال، منها:
تحويل التحديات إلى فرص: كانت بيركنز تدرك أن أدوات التصميم المعقدة تشكل تحديًا كبيرًا للمبتدئين، فابتكرت حلًا بسيطًا يمكن للجميع استخدامه.
الرؤية العالمية والبداية المحلية: بدأت بفكرة محلية بسيطة ثم وسَّعت نطاقها إلى مستوى عالمي.
الرفض كمحفز للتحسين: لم تجعل الرفض يثنيها عن المضي قدمًا، بل عملت على تحسين فكرتها بفضل الملاحظات السلبية.
أهمية الفريق المتكامل: بالرغم من عدم امتلاكها خلفية تقنية قوية، اختارت بيركنز شركاء مؤسسين يتمتعون بخبرة تقنية عالية.
المرونة والإصرار: رغم التحديات المبكرة، تمكنت بيركنز من تجاوزها بمرونة وإصرار.
اليوم، أصبحت “كانفا” واحدة من أكثر الشركات ابتكارًا في العالم، بقيمة سوقية وصلت إلى 40 مليار دولار أمريكي في 2023، وهو ما يجعل من قصتها واحدة من أعظم قصص النجاح في عصر التكنولوجيا الحديثة.
