تراجع أسعار النحاس رغم بوادر التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين

انخفضت أسعار النحاس في تداولات يوم الجمعة، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وعدم وضوح الرؤية بشأن الطلب العالمي، مما طغى على المؤشرات الإيجابية بشأن محاولات الولايات المتحدة والصين تخفيف حدة التوترات التجارية بينهما.
وسجل النحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن تراجعًا بنسبة 0.4%، ليستقر عند 9,360 دولارًا للطن بحلول الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوياته منذ 3 أبريل عند 9,481.50 دولار.
ورغم هذا التراجع، لا يزال المعدن في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية.
جاء ذلك بالتزامن مع تقارير أفادت بأن الصين منحت بعض الإعفاءات من الرسوم الجمركية البالغة 125% على واردات أمريكية معينة، في خطوة تشير إلى محاولة تهدئة النزاع التجاري. كما صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن استمرار الرسوم الجمركية المرتفعة بين البلدين “أمر غير مستدام”.
ورغم هذه التطورات، يرى “نيتيش شاه”، استراتيجي السلع في “WisdomTree”، أن المفاوضات التجارية ما تزال معقدة وغير واضحة المعالم، مشيرًا إلى أن تأثير الحرب التجارية على الطلب العالمي يصعب التنبؤ به في الأجل القصير، مما يبرر تراجع الأسعار مؤقتًا.
وفي الصين، تراجع عقد النحاس الأكثر تداولًا في بورصة شنغهاي بنسبة 0.3% إلى 77,440 يوانًا (ما يعادل 10,682.66 دولارًا أمريكيًا) للطن.
وأعلنت البورصة انخفاضًا في مخزونات النحاس بنسبة 32% خلال الأسبوع، نتيجة سحب المستهلكين كميات كبيرة بعد شرائها بأسعار منخفضة في الأسابيع الماضية، عقب فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة.
وفي الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% ليبلغ 99.5 نقطة، مما زاد من الضغوط على أسعار السلع الأساسية المُسعرة بالدولار، حيث تصبح أكثر تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
كما تأثرت أسواق المعادن الأخرى بتقلبات مماثلة؛ فقد تراجع الألومنيوم بنسبة 0.1% إلى 2,447 دولارًا للطن، والزنك بنسبة 1% إلى 2,662 دولارًا، والرصاص بنسبة 0.4% إلى 1,951.50 دولارًا، والنيكل بنسبة 0.8% إلى 15,690 دولارًا، بينما خالف القصدير الاتجاه العام وارتفع بنسبة 1.5% إلى 32,250 دولارًا للطن.
أما في السوق الأمريكية، فقد تراجعت العقود الآجلة للنحاس تسليم يوليو بنسبة 0.9% لتُسجل 4.86 دولار للرطل عند الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش.