المستثمرون يشككون في قدرة ماسك على إنقاذ تسلا بعد تقليص انشغاله بالسياسة

بعد انتظار طويل، أعلن إيلون ماسك عن عزمه التفرغ أكثر لشركة تسلا بدءًا من مايو المقبل، بعد أن استجاب لطلبات المستثمرين بتقليص انشغاله بالسياسة.
ورغم ردود الفعل الإيجابية التي تلقتها الأسواق على هذا القرار، يرى العديد من المتداولين أن الضرر قد وقع بالفعل وأن عودة ماسك لا تكفي لإصلاح الصورة المتراجعة للشركة.
سجل سهم تسلا ارتفاعًا طفيفًا يوم الأربعاء بعد إعلان ماسك انسحابه جزئيًا من منصبه في “DOGE”، وهو مكتب تقليص الإنفاق الحكومي الذي كان يثير قلق المستثمرين منذ توليه هذا الدور إلى جانب إدارة تسلا.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الانتعاشة المؤقتة في السوق، عبّر العديد من المستثمرين على منصات الإنترنت مثل WallStreetBets عن تشاؤمهم، مؤكدين أن النتائج الضعيفة للربع الأول والضرر الذي لحق بصورة تسلا بسبب ارتباط ماسك بالسياسة يصعب إصلاحه.
قال أحد مستخدمي منتديات الإنترنت: “قرار متأخر جدًا. الضرر قد حصل بالفعل. وإذا كنتم تظنون أن نتائج الربع الأول سيئة، فانتظروا الربع الثاني.” وأضاف آخر: “ماسك انتهى، وتسلا أيضًا. لا يوجد شيء فريد في الأفق، والسعر سيعود إلى قيمته العادلة.”
حتى المستثمرون الذين رحبوا بانسحاب ماسك من السياسة أقرّوا بأنه لا يزال أمامه الكثير لإعادة تسلا إلى المسار الصحيح. وقال المتداول بيلال داليتش في تصريح لـ Business Insider: “عليه التركيز على الأساسيات المالية لتسلا.”
وأشار البعض إلى أن سمعة تسلا كعلامة تجارية قد تضررت بشدة، خصوصًا مع تدفق سياراتها المستعملة إلى الأسواق وتراجع المبيعات في أوروبا والصين والولايات المتحدة. أحد المتداولين كتب: “الناس لن تنسى. حتى لو قال إنه نادم على تورطه في السياسة، فالصورة الذهنية عن تسلا تغيرت.”
وأبدى آخرون شكوكهم في أن عودة ماسك “بكامل جنونه” ستكون دافعًا للمستهلكين الليبراليين لشراء سياراته، مشيرين إلى أن تأثيراته على الصورة العامة للشركة قد تكون بعيدة المدى.
وجاءت تصريحات ماسك بعد نتائج مالية مخيبة للآمال لتسلا، حيث سجلت الشركة إيرادات بلغت 19.3 مليار دولار في الربع الأول، مقارنة بتوقعات بلغت 21.4 مليار دولار. كما تراجعت إيرادات السيارات بنسبة 20% على أساس سنوي.
ورغم المكاسب اللحظية في سعر السهم، لا تزال أسهم تسلا منخفضة بأكثر من 35% منذ بداية العام. وبينما لا يزال بعض المحللين يتوقعون مستقبلًا إيجابيًا طويل الأجل للشركة، خفضت مؤسسات مثل غولدمان ساكس وRBC Capital وكانتر توقعاتها للسهم، مشيرة إلى تأثير الرسوم الجمركية وتخلي تسلا عن توجيهاتها بشأن نتائج 2025.
في النهاية، يظل مستقبل تسلا معلقًا بين التحديات التي تواجهها في السوق، وبين جهود ماسك للتركيز على الأساسيات المالية لإعادة الشركة إلى المسار الصحيح.