شهد الروبل الروسي ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار الأميركي خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث تجاوز مستوى 81 روبلاً للدولار، وهو أعلى مستوى للعملة الروسية منذ 28 يونيو 2024. ويُعزى هذا التحسن بشكل أساسي إلى صعود أسعار النفط وتراجع حدة التوترات الجيوسياسية.
ووفقاً لبيانات سوق الصرف التي أوردتها وكالة “رويترز”، ارتفع الروبل بنسبة 1.5% ليبلغ 80.90 مقابل الدولار بحلول الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش، وذلك وسط تداولات ضعيفة تسبق عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي في روسيا.
جاء هذا الأداء القوي بالتزامن مع صعود أسعار النفط بنسبة 3% خلال جلسة 17 أبريل 2025، وهو ما يعزز عائدات التصدير الروسية، نظراً لاعتماد موسكو الكبير على قطاع الطاقة كمصدر رئيسي للإيرادات.
وبفضل هذه العوامل، يكون الروبل قد حقق مكاسب تزيد عن 40% منذ بداية عام 2025، مدعوماً بتوقعات بتحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن، مما رفع منسوب الثقة في الاقتصاد الروسي رغم استمرار العقوبات الغربية.
في سياق متصل، تجاهلت الأسواق تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي لمح إلى احتمال انسحاب الرئيس دونالد ترامب من جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، في حال غياب مؤشرات حقيقية نحو التوصل لاتفاق سلام وشيك.
وعلى صعيد العملات الأخرى، ارتفع الروبل أيضاً أمام اليوان الصيني بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، ليصل إلى 11.08 في بورصة موسكو. ويُعد اليوان حالياً العملة الأجنبية الأكثر تداولاً في روسيا، كما يستخدمه البنك المركزي الروسي بشكل أساسي في تدخلاته لضبط سوق الصرف.
يُشار إلى أن الروبل كان قد تعرض لضغوط شديدة خلال عامي 2022 و2023 بسبب العقوبات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية.
إلا أن العملة الروسية بدأت بالتعافي تدريجياً، مستفيدة من ارتفاع أسعار الطاقة وتحوّل موسكو نحو تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الصين ودول مجموعة “بريكس”، والابتعاد عن النظام المالي الغربي.
