اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يخطو نحو السيادة الطاقية..صفقات غازية كبرى تهدي المملكة 30 تريليون قدم مكعب

في إطار سعي المملكة المغربية لتعزيز استقلاليتها الطاقية وتنويع مصادرها، تبرز شركة “ساوند إنرجي” البريطانية كفاعل رئيسي يوسع نطاق استثماراته في قطاع الغاز الطبيعي الواعد.

فبينما يخطو المغرب خطوات حثيثة نحو تقليص فاتورة واردات الطاقة وتوفير فرص عمل جديدة، تستكشف الشركة البريطانية، صاحبة الخبرة الطويلة في السوق المغربية، أربع مناطق واعدة تزخر بالاحتياطيات الغازية وتحظى بحقوق استغلال رسمية، مما يفتح آفاقًا واسعة لتلبية الطلب المحلي المتزايد وإمكانية التصدير المستقبلي.

تشير تقارير متخصصة إلى أن “ساوند إنرجي” تركز جهودها حاليًا على أربعة امتيازات استراتيجية في المغرب، يُقدر إجمالي احتياطياتها المحتملة بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

وتضع الشركة نصب عينيها هدفًا طموحًا يتمثل في بدء الإنتاج التجاري للغاز الطبيعي المسال بحلول الربع الأخير من عام 2025.

وتتوزع هذه المناطق الاستراتيجية على النحو التالي:

1. امتياز إنتاج تندرارة (حصة “ساوند إنرجي”: 20%):

يتميز بموقعه الاستراتيجي بالقرب من الأنبوب المغاربي-الأوروبي، ويشمل مشروعًا طموحًا لتطوير حقل “TE-5” على مرحلتين متكاملتين. تشمل المرحلة الأولى إنشاء وحدة صغيرة للغاز الطبيعي المسال، والتي هي قيد التنفيذ حاليًا.

أما المرحلة الثانية، فتتضمن بناء منشأة مركزية متطورة للمعالجة وربطها بشبكة الغاز الوطنية. وقد عززت الشركة آفاق هذا الامتياز بتوقيع عقد هام مع “أفريقيا غاز” لتوريد 100 مليون متر مكعب سنويًا بأسعار تنافسية.

2. ترخيص تندرارة الكبرى (حصة “ساوند إنرجي”: 27.5%):

أظهرت نتائج التنقيبات الأولية وجود نظام نفطي واعد عبر ثمانية آبار استكشافية، مع إمكانات هائلة في مواقع استراتيجية مثل “SBK” و”TE-4 Horst”. وقد سجل أحد الآبار تدفقًا ملحوظًا بلغ 4.41 مليون قدم مكعبة يوميًا، مما يعزز بشكل كبير الجدوى الاقتصادية للاستغلال التجاري لهذه المنطقة.

3. ترخيص أنوال (حصة “ساوند إنرجي”: 27.5%):

يقع في شمال المملكة، وتخطط الشركة لحفر بئر “M5” الذي يُقدر احتياطيه المحتمل بنحو 800 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. ورغم أن نسبة النجاح المتوقعة تبلغ 21%، إلا أن إمكانية ربط هذا الترخيص بالأنبوب المغاربي الأوروبي تمنحه أهمية استراتيجية خاصة.

4. ترخيص سيدي مختار (حصة “ساوند إنرجي”: 75%):

يُعد من أهم الاستثمارات التي تراهن عليها الشركة في المغرب، حيث قامت بإعادة تشغيل بئر “Koba-1” في عام 2017.

وتطمح الشركة إلى جمع بيانات زلزالية دقيقة وحفر آبار جديدة في هذه المنطقة الغنية بالموارد. ومع ذلك، يواجه هذا المشروع تحديات كبيرة على صعيد تأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطط الطموحة.

وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة التي تحملها هذه الاستثمارات، تواجه “ساوند إنرجي” تحديات جوهرية في تأمين التمويل الضروري، خاصة بالنسبة لمشروع ترخيص سيدي مختار، وهو ما قد يؤدي إلى تأخير محتمل في الجدول الزمني المحدد للمشاريع. ومع ذلك، تظل هذه الاستثمارات مكونًا أساسيًا في استراتيجية المغرب الرامية إلى:

خفض فاتورة الطاقة: من خلال تقليل الاعتماد على الواردات المكلفة.
تعزيز البنية التحتية للغاز الطبيعي: لتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة.
جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية: في قطاع الطاقة الحيوي.

تمثل المشاريع الطموحة لشركة “ساوند إنرجي” خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف المغرب في مجال الأمن الطاقي. إلا أن نجاح هذه الخطط يبقى وثيق الصلة بقدرة الشركة على تجاوز التحديات التمويلية وتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع على أرض الواقع.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى