اقتصاد المغرب

المغرب يتفوق في تطوير القطاع الفندقي بإفريقيا ويحتل المركز الثاني في 2025

في تطور يبرز الدينامية المتسارعة التي يشهدها قطاع السياحة والضيافة في المغرب، تمكنت المملكة من إحراز تقدم ملحوظ في سباق تطوير الفنادق على الصعيد الإفريقي خلال عام 2025، وفقًا لتقرير حديث صادر عن مجموعة “W Hospitality” المتخصصة في متابعة مشاريع الاستثمار الفندقي في القارة.

التقرير أظهر أن المغرب أصبح يحتل المركز الثاني في إفريقيا من حيث عدد صفقات الفنادق الموقعة، متفوقًا بذلك على نيجيريا التي كانت تعتبر أحد أبرز الفاعلين في هذا المجال في السنوات الماضية.

وحسب نفس التقرير، فقد تمكن المغرب من توقيع 13 صفقة فندقية جديدة خلال عام 2024، وهو رقم يفوق بأكثر من الضعف ما سجلته نيجيريا التي لم تتجاوز خمس صفقات خلال نفس العام.

ويعكس هذا الإنجاز سياسة استثمارية استراتيجية مدروسة من قبل المملكة، تقوم على تنويع العرض السياحي وتعزيز البنية التحتية، إضافة إلى تحفيز الشركاء الدوليين على الاستثمار في السوق المغربي الواعد.

تتجاوز أهمية هذه الصفقات الأرقام فحسب، إذ تعكس أيضًا ثقة المستثمرين الدوليين في الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يميز المغرب، فضلًا عن التحسن الملحوظ في مناخ الأعمال والتسهيلات التي تقدمها الدولة، سواء من خلال التعديلات الجبائية أو الدعم اللوجستي والتقني.

وأشار التقرير إلى أن المغرب لم يقتصر فقط على توقيع العقود، بل حقق تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ المشاريع، حيث بلغت نسبة الفنادق التي تم افتتاحها بالفعل 50% من مجموع المشاريع المقررة، وهو رقم يتجاوز بكثير المتوسط الإفريقي الذي لا يتجاوز 25%.

كما تفوق المغرب على مصر، التي رغم تصدرها الترتيب العام، فإن نسبة إنجاز مشاريعها لا تزال دون الطموحات.

وأوضح التقرير أن الوجهات السياحية الكبرى في المملكة، مثل مراكش وأكادير وطنجة، تواصل استقطاب كبريات العلامات الفندقية العالمية، مشيرًا إلى أن الاستثمارات بدأت تتوسع لتشمل مناطق داخلية وأخرى شاطئية ناشئة.

وهذا التوسع يبرز التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو توزيع عادل للعوائد السياحية والتنموية.

يترجم هذا التقدم في مجال تطوير الفنادق رؤية استراتيجية بعيدة المدى تنخرط فيها جهات متعددة، بدءًا من وزارة السياحة، مرورًا بالمجالس الجهوية للاستثمار، وصولًا إلى القطاع الخاص المحلي والدولي. هذه الأطراف جميعها تساهم في إعادة تشكيل خارطة الضيافة الإفريقية التي لم تعد محصورة في عدد محدود من البلدان.

ومع استمرار المشاريع المبرمجة وتيسير المساطر، بالإضافة إلى تسويق المغرب كوجهة آمنة ذات جاذبية استثمارية، فإن المملكة ستواصل صعودها في هذا التصنيف خلال السنوات المقبلة.

كما من المتوقع أن يسهم استضافة المغرب لكأس العالم 2030 في تعزيز موقعه كأحد أبرز الفاعلين في المشهد السياحي والفندقي الإفريقي والدولي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى