أسعار الغاز الطبيعي الأمريكي تتراجع بفعل توازنات السوق وتقلبات السياسة التجارية
انخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى 3.715 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الخميس، متخلية عن مكاسب قوية سجلتها في جلسة الأربعاء بنسبة 10٪.
وجاء هذا التراجع نتيجة إعادة تقييم المتداولين للعوامل الأساسية في السوق، إلى جانب التفاعل مع المستجدات في السياسة التجارية الأمريكية.
وقد ساهم الطقس المعتدل والطلب المحدود خلال مارس في تسجيل زيادة نادرة في مخزونات الغاز لهذا الشهر، وهي ظاهرة لم تحدث سوى مرة واحدة منذ عام 2012.
وتشير التوقعات الجوية إلى استمرار درجات الحرارة ضمن المعدلات الموسمية عبر معظم مناطق الولايات المتحدة حتى أواخر أبريل، ما من شأنه أن يُبقي الطلب على التدفئة محدودًا.
في المقابل، تواصل صادرات الغاز الطبيعي المسال أداءها القوي، حيث بلغ متوسطها 16 مليار قدم مكعب يوميًا منذ بداية أبريل، وهو رقم يتجاوز قليلًا المستوى القياسي المسجل في مارس. في الوقت ذاته، لوحظ تراجع طفيف في إنتاج الغاز مقارنة بالذروة السابقة، ما يشير إلى احتمالات تضييق نسبي في المعروض.
ومع تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال أربع سنوات، يُرجّح أن تقوم شركات الطاقة بتقليص نشاطات الحفر، ما قد ينعكس لاحقًا على إنتاج الغاز المرتبط بالنفط.
على الصعيد الجيوسياسي، ساهمت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإيقاف فرض رسوم جديدة على عدة دول – مع رفعه في الوقت ذاته للتعريفات الجمركية على الواردات الصينية إلى 125٪ – في إثارة مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما قد ينعكس على مستويات الطلب على الطاقة خلال الأشهر المقبلة.
