تراجع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين

شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تراجعًا حادًا صباح الإثنين، مع بداية أسبوع جديد مضطرب للأسواق المالية، عقب موجة خسائر ثقيلة في الجلستين السابقتين نتيجة التصعيد الأخير في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
و هبطت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3.87% (1490 نقطة) لتسجل 37040 نقطة.
كما تراجعت عقود S&P 500 بنسبة 4.68% إلى 4871 نقطة، فيما شهدت عقود ناسداك 100 هبوطًا أكبر بنسبة 5.33% (934 نقطة) لتستقر عند 16604 نقاط.
يأتي هذا الانهيار بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن 10% على جميع الدول، في خطوة فجرت مخاوف المستثمرين من تصاعد النزاع التجاري، خصوصًا بعد أن ردت بكين بإجراءات انتقامية مماثلة.
ورغم التراجعات الحادة، واصل ترامب دفاعه عن سياسته التجارية عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنه لا يرغب في رؤية أي انخفاض، لكنه شدد على أن “أحيانًا يكون من الضروري تناول الدواء لعلاج المشكلات”.
كما أشار إلى أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين بلغ تريليون دولار، مضيفًا أن الولايات المتحدة تخسر سنويًا مئات المليارات لصالح بكين، وفق ما نقلته شبكة CNBC.
وأكد ترامب كذلك أنه لن يُبرم أي اتفاق مع الصين ما لم تلتزم الأخيرة بالتعاون الفعلي لحل ما وصفه بـ”الخلل التجاري الخطير”.
وقد أشعل هذا التصعيد مخاوف المستثمرين من ركود اقتصادي عالمي محتمل، ما أدى إلى هروب واسع النطاق من الأصول عالية المخاطر.
ولم تقتصر موجة البيع على الأسهم فقط، بل امتدت إلى أسواق السلع الأساسية، مثل المعادن النفيسة، حيث سارع المستثمرون إلى تسييل مراكزهم لتغطية خسائرهم في الأسواق الأخرى.
المشهد العام يعكس حالة من الترقب والقلق العميق بشأن المسار القادم للاقتصاد العالمي، في ظل تصاعد لغة التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.