من البداية المتواضعة إلى النجاح الكبير: كيف يحقق رواد الأعمال النمو المستدام؟
في بداية مسيرتهم، يواجه العديد من رواد الأعمال شعورًا بالقلق والتساؤلات، مثل: “هل سيظل مشروعي صغيرًا للأبد؟”.
ولكن، الحقيقة تؤكد أن تحقيق نمو هائل ليس مستحيلًا، بل يتطلب استراتيجيات مدروسة وجهودًا متواصلة.
يروي أحد أصحاب المشاريع الكبيرة قصته، حيث بدأ رحلته الريادية من نقطة الصفر. لم يكن يملك سوى هاتف محمول، حاسوب شخصي، وكوخ صغير لا يتجاوز 55 مترًا مربعًا. تنقل بين العديد من الوظائف المختلفة قبل أن يقرر أخيرًا إنشاء مشروعه الخاص.
على الرغم من تلك البداية المتواضعة، أصبح اليوم يدير شركة مرموقة تحقق إيرادات سنوية تتجاوز مائة مليون دولار، ويعمل فيها أكثر من 390 موظفًا.
سر نجاحه يكمن ببساطة في اتقانه فن التسويق وممارسته بجد، مما جعله يتفوق على جميع منافسيه.
|
استراتيجيات لتحفيز النمو أثناء الركود |
||
|
1- حدد الاستراتيجيات التسويقية الفعّالة والتزم بها |
|
– تمثل المقولة الشائعة “لم تُبنَ روما في يوم واحد” حقيقة راسخة لأسباب وجيهة؛ إذ لا يمكن إرساء دعائم مشروع تجاري ناجح بين ليلة وضحاها، فالأمر يستلزم وقتًا وجهدًا وتخطيطًا استراتيجيًا واضحًا. – وتتمثل الخطوة الأولى في تحديد الأساليب التسويقية التي تحقق أعلى عائد ممكن على الاستثمار من حيث جذب العملاء وتحقيق الإيرادات. – يكمن التحدي الأكبر في العثور على تلك الاستراتيجية التسويقية الفعّالة، ولكن بمجرد اكتشافها، يصبح من الضروري الالتزام بها وتطويرها بشكل تدريجي ومستمر لتحسين كفاءة الإنفاق وتعظيم النتائج. – لذا، احرص على ترشيد إنفاقك الإعلاني وتعزيز العوائد بدلاً من التردد والتنقل بين استراتيجيات مختلفة دون التزام حقيقي بأي منها. – يُعد التسويق عبر البريد المباشر من أكثر الوسائل فاعلية، حيث يحقق للشركات أعلى عائد على الاستثمار. – وفي الواقع، يُجمع 84% من المسوقين على أن البريد المباشر يوفر أعلى عائد على الاستثمار مقارنةً بالقنوات التسويقية الأخرى، مسجلًا زيادة ملحوظة عن النسب المسجلة في عامي 2023 (74%) و2022 (67% دراسة حالة: طبيب أسنان يضاعف إيراداته بفضل استراتيجية تسويقية فعالة – لتأكيد جدوى الاستراتيجيات التسويقية الراسخة، نستعرض قصة نجاح طبيب أسنان من ولاية نورث كارولاينا الأمريكية. – في مستهل مشواره المهني، اعتمد الطبيب على الإعلانات المحلية، بيد أنها لم تحقق النتائج المرجوة في استقطاب مرضى جدد. – عندها، قرر خوض تجربة التسويق المباشر عبر البريد، حيث أطلق حملة تضمنت إرسال 7,500 بطاقة بريدية شهريًا لمدة ستة أشهر، مستهدفًا الأحياء المجاورة لعيادته. – مع التزايد الملحوظ في أعداد المرضى الجدد، قرر الطبيب زيادة استثماره في هذه الحملة، فرفع عدد البطاقات البريدية المرسلة إلى 13,000 بطاقة شهريًا، أي بزيادة قدرها 73%. وكانت النتائج مبهرة: – تضاعف عدد المرضى شهريًا. – افتتح فرعًا ثانيًا في مدينة رالي بولاية نورث كارولاينا. – ارتفع عدد المرضى الجدد من 15 إلى 56 مريضًا شهريًا. – زادت إيرادات العيادة الأولى من 900,000 دولار إلى 2 مليون دولار. – حقق الفرع الجديد مليون دولار سنويًا في فترة وجيزة. – يثبت هذا النجاح مقولة ذهبية مفادها أن الالتزام باستراتيجية تسويقية فعالة هو مفتاح النمو المنشود. – وبالطبع، ليس من الضروري أن يكون البريد المباشر هو الحل الوحيد، فالشركات الناجحة تستثمر أيضًا في الإعلانات الرقمية والتلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهورها المستهدف. – إذا كنت تسعى لتحقيق النمو والازدهار، فما عليك إلا اختبار قنوات التسويق المتاحة، واكتشاف القناة التي تحقق لك أعلى عائد على الاستثمار، ثم الالتزام بها بثبات ودون تردد.
|
|
2- شارك قصتك وكن مصدر إلهام للآخرين |
|
– يكمن السر ببساطة، في بناء علامتك الشخصية ومشاركة تجربتك مع الآخرين. – ليس من المستغرب أن نرى العديد من رواد الأعمال الناجحين ينشئون مدونات صوتية (بودكاست)، وقنوات على يوتيوب، وحسابات مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي؛ فمشاركة خبراتهم تسهم في اكتساب ثقة العملاء، وتكوين قاعدة جماهيرية واسعة، وتعزيز علامتهم التجارية بقوة دراسة حالة: منسق حدائق يحوّل شغفه إلى مشروع تجاري مزدهر: – بدأ مالك شركة لتنسيق الحدائق في ولاية ميشيغان، مشروعه كعمل جانبي متواضع؛ لكنه اتخذ قرارًا بتحويله إلى نشاط تجاري متكامل في عام 2020. – وبعد أن حقق نجاحًا لافتًا، أطلق برنامجًا تدريبيًا عبر الإنترنت بهدف مساعدة الآخرين على اقتحام هذا المجال. – لم يقتصر نجاحه على مجال تنسيق الحدائق فحسب، بل تجاوز ذلك ليصبح مدربًا مرموقًا في تخصصه، وأصبحت دوراته التدريبية تدر عليه إيرادات طائلة. – ومن الأمثلة الدالة على تأثيره، قصة أحد رواد الأعمال الذي اعتمد بشكل حصري على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب عملائه، لكن جهوده لم تكن كافية. – وبعد الاستماع إلى نصائح مدربه، قام بتعديل استراتيجيته، وكانت النتائج مبهرة: – تسجيل 70 عميلًا جديدًا في موسم واحد. – تحقيق إيرادات بلغت 52 ألف دولار. – عائد استثمار تجاوز 800%، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.000% في المواسم اللاحقة. – لولا مشاركة المعرفة والخبرة، لربما واجه هذا المشروع مصير الفشل. ولكن بفضل الخبرات التي تم نقلها، ازدهر المشروعان معًا! لماذا يتعين عليك مشاركة قصتك؟ – إن مشاركة رحلتك وتقديم النصائح العملية لا يقتصر نفعه على مساعدة الآخرين فحسب، بل يسهم أيضًا في الارتقاء بمكانتك في السوق، وتعزيز علامتك التجارية، وفتح آفاق واسعة لفرص جديدة. – إذا كانت لديك تجربة ملهمة أو استراتيجيات ناجحة، فلا تتردد في مشاركتها؛ فقد تكون هي مفتاح نجاح شخص آخر. |
وقد حقق هذا النمو بفضل جهوده الذاتية، دون الاعتماد على رؤوس الأموال الاستثمارية، بل من خلال حملات تسويقية مؤثرة واستثمارات استراتيجية أثبتت جدواها.
و الأهم من ذلك، هو إيمانه الراسخ بأن النجاح لا ينبغي أن يقتصر عليه وحده، بل يجب أن يساهم في دعم رواد الأعمال الآخرين لتعزيز الاقتصاد الوطني.
لقد شهد بنفسه كيف تحولت بعض الشركات الناشئة إلى مشاريع راسخة بفضل تطبيق المبادئ السليمة في التسويق.
إذا كنت تطمح إلى تحقيق نمو لمشروعك، هناك مبدآن أساسيان في التسويق يمكنهما تحويل فكرتك إلى مؤسسة ناجحة. في النهاية، لا يهم من أين بدأت أو حجم مواردك؛ ما يحدد نجاحك هو التزامك بالتسويق، اتباعك لنهج واضح، وبناء علاقات قوية.
