تسلا تواجه تحديات متزايدة بسبب نفوذ “ماسك” السياسي وتراجع المبيعات

تشهد “تسلا” حالياً سلسلة من الأنباء السيئة التي تؤثر على سمعتها وأدائها في السوق، بدءًا من انخفاض المبيعات في أوروبا هذا العام، إلى الاحتجاجات خارج صالات العرض، وتراجع سهم الشركة، وفقدان مليارات الدولارات من قيمتها السوقية.
وتعود الأسباب الرئيسية لهذه التحديات إلى الدور السياسي المتزايد الذي يلعبه المدير التنفيذي غير التقليدي للشركة، “إيلون ماسك”.
في العديد من مواقع “تسلا”، بما في ذلك صالات العرض ومحطات الشحن، اندلعت احتجاجات سلمية شارك فيها متظاهرون رفعوا لافتات تندد بـ”إيلون ماسك” وتطالب برحيله. جاء هذا احتجاجًا على سياسات ماسك الخاصة بالحكومة الأمريكية، بما في ذلك تقليص الوظائف والميزانيات الفيدرالية.
ورغم أن هذه الاحتجاجات كانت سلمية، إلا أنها أثارت القلق بشأن تأثيرها السلبي على صورة “تسلا”، التي تعاني بالفعل من تراجع في المبيعات بسبب تزايد المنافسة ومن ردود الفعل السلبية على نفوذ ماسك السياسي.
في 9 يناير، تجمع عدد من المتظاهرين في صالة عرض “تسلا” في لشبونة، قبل انتخابات مبكرة محتملة، احتجاجًا على دعم “ماسك” للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا. وقد رفع البعض لافتات تطالب بمقاطعة “تسلا”، مما يبرز انزعاجًا متزايدًا من موقف ماسك السياسي.
حذرت رابطة سيارات الركاب الصينية من أن تأثير “ماسك” السياسي قد يضر بمبيعات “تسلا”، حيث أشار الأمين العام للرابطة، “كوي دونجشو”، إلى أن بعض الناس يرون أن الشركة أصبحت جزءًا من السياسة، مما قد يؤثر سلبًا على المبيعات على المدى القريب.
عندما فاز “ترامب” في الانتخابات، كان المستثمرون يأملون أن تكون “تسلا” من أبرز المستفيدين من تقارب “ماسك” مع الرئيس الأمريكي.
لكن مع مرور الوقت، أصبح الدور السياسي لماسك في واشنطن عبئًا على الشركة، ما أثار مخاوف بشأن انشغاله عن إدارة أعماله.
في أول جلسات هذا الأسبوع، تراجع سهم “تسلا” إلى أدنى مستوياته منذ ما قبل الانتخابات، لتصل خسائره منذ بداية العام إلى 45%.
وقد خفض “جوزيف سباك”، المحلل لدى “يو بي إس جروب”، توقعاته لتسليمات الشركة للعام الحالي، مما يزيد من الضغط على السهم.
أقر “إيلون ماسك” بالمشاكل التي يواجهها وأوضح أنه يجد صعوبة في إدارة أعماله أثناء انخراطه مع إدارة “ترامب”، لكنه توقع أن يستمر في هذا الدور لمدة عام آخر. وفيما يخص تراجع السهم، قال عبر منصته “إكس” إنه على المدى الطويل سيكون الوضع أفضل.
بعد تراجع السهم بشكل حاد، تدخل “ترامب” لدعم حليفه، معلنًا عن نيته شراء سيارة “تسلا” جديدة. وألقى باللوم على اليساريين المتطرفين الذين يقاطعون الشركة، متهمًا إياهم بمحاولة إلحاق الأذى بـ”ماسك” وشركته.
رغم التصور السلبي الذي شكله “ماسك” عن الشركة، إلا أن المحلل “دان إيفز” لدى “ويدبوش سكيورتيز” يتوقع أن يرتفع تقييم “تسلا” إلى أكثر من تريليوني دولار في المستقبل.
ويرى أن التأثير المباشر على المبيعات سيكون محدودًا نسبيًا، خاصة مع اقتراب الشركة من إطلاق مركبة جديدة منخفضة التكلفة.
على الرغم من الصورة السلبية التي تهيمن على “تسلا” حاليًا، من الصعب تحديد التأثير الفعلي لنفوذ “ماسك” السياسي على مبيعات الشركة.
ومع تزايد المنافسة، من المحتمل أن تواجه “تسلا” تحديات إضافية، خاصة في ظل التوترات التجارية مع الصين، حيث يقع أكبر مصنع لها، وتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها “ترامب”.