كشف مسؤول رفيع في الحكومة الكندية أن رئيس الوزراء جاستن ترودو ليس مستعداً لرفع كافة التعريفات الجمركية الانتقامية التي فرضتها كندا، في حال استمرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تطبيق التعريفات الجمركية المفروضة مؤخراً على السلع الكندية.
وأفاد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بأن حكومة ترودو ليست متحمسة لفكرة الحل الوسط التي اقترحها وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في سياق الحرب التجارية بين البلدين.
وأضاف أن كندا لن تقبل بتسوية تستوجب إلغاء كافة تعريفاتها الجمركية في مقابل تراجع جزئي عن التعريفات الأميركية.
وقد فرضت إدارة ترمب تعريفة بنسبة 25% على العديد من السلع الكندية، باستثناء منتجات الطاقة التي بلغت نسبتها 10%.
وفي رد فعل من جانب كندا، تم فرض رسوم جمركية مضادة على واردات أميركية تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار كندي، شملت مستحضرات التجميل، الإطارات، الفواكه والنبيذ.
في خطوة جديدة، أعلنت إدارة ترمب يوم الأربعاء أنها ستمنح إعفاءً مؤقتاً لمدة شهر لشركات صناعة السيارات من التعريفات الجمركية المفروضة، بموجب اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) التي تم التوصل إليها في عام 2020.
ومع اقتراب نهاية مارس، من المتوقع أن توسع كندا تعريفة ضد السلع الأميركية لتشمل ما قيمته 125 مليار دولار كندي إضافية، وتضم هذه المرحلة الجديدة العديد من الفئات مثل السيارات والشاحنات المصنوعة في الولايات المتحدة، والألمنيوم، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية والزراعية.
في تعليقاته على الوضع، قال لوتنيك إن الولايات المتحدة تعتبر تصرفاتها جزءاً من “حرب مخدرات” تهدف إلى وقف تدفق مادة “الفنتانيل” عبر الحدود، متهماً كندا بالإهمال في ضبط هذه المخدرات.
لكنه، بالمقابل، رفض ترودو هذا التبرير، مشيراً إلى الإحصائيات التي تثبت أن كميات المخدرات التي يتم ضبطها على الحدود ضئيلة جداً.
تواصل التوتر بين ترمب وترودو، حيث وصف الرئيس الأميركي رئيس وزراء كندا بأنه “حاكم” واتهمه باتباع سياسات حدودية “ضعيفة”، مما تسبب في تفاقم المشاكل بين البلدين.
وتابع قائلاً إنه لم يتمكن من الحصول على موعد الانتخابات الكندية، مما دفعه للشك في دوافع ترودو، وهو ما يثير تساؤلات بشأن رغبة ترودو في استخدام هذا الملف السياسي للبقاء في السلطة.
وفي سياق متصل، أكد وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكنسون أن تصرفات ترمب قد أضرت بالعلاقة بين البلدين بشكل دائم. وأوضح أنه حتى في حال سحب التعريفات الجمركية، لن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق، مشيراً إلى أنه من غير الممكن بناء الثقة كما كانت في الماضي.
