بورصة الدار البيضاء..محرك رئيسي لصعود جيل جديد من المستثمرين والأثرياء في المملكة

لطالما كانت بورصة الدار البيضاء مرآة تعكس ديناميكية الاقتصاد المغربي، وشهدت السنوات الأخيرة بروز قصص نجاح ملهمة لرواد أعمال استطاعوا تحويل رؤاهم إلى واقع ملموس، مستفيدين من فرص التمويل التي تتيحها السوق.
من بين هذه القصص، تبرز قصة محمد بوزوبع، المهندس الذي بدأ مسيرته المهنية بتشييد ملعب لكرة القدم في فاس عام 1999.
لم يتوقف طموح بوزوبع عند هذا الحد، بل أسس شركة “تي جي سي سي” (TGCC) للبناء عام 1991، والتي نمت لتصبح واحدة من أكبر شركات البناء في المغرب، ولها مشاريع في مختلف أنحاء المملكة وفي دول أفريقية.
إدراج الشركة في بورصة الدار البيضاء عام 2021 كان بمثابة نقطة تحول، حيث قفز سهمها بنسبة 433%، لتصل قيمتها السوقية إلى 22.9 مليار درهم، مما جعل من بوزوبع أحد أبرز أثرياء المغرب.
قصة أخرى ملهمة هي قصة الدكتور رشدي طالب، طبيب التخدير الذي أسس شركة “أكديطال” عام 2016.
و استطاع طالب تحويل عيادته الصغيرة إلى أكبر شبكة مستشفيات خاصة في المغرب، مستفيداً من التوسع في التغطية الصحية. إدراج “أكديطال” في البورصة عام 2022 كان له صدى واسع، حيث ارتفعت قيمتها السوقية إلى 16.8 مليار درهم، وزاد سعر السهم بنسبة 297%.
لم تقتصر قصص النجاح على هذين المثالين. فقد شهدت بورصة الدار البيضاء تألق شركات أخرى مثل “Jet Contractors” للبناء، التي حققت صفقات ضخمة داخل المغرب وخارجه، مما رفع سعر سهمها إلى ستة أضعاف في عام 2024، لتسجل أفضل أداء في البورصة.
كما حققت شركة “سي إم جي بي” (CMGP)، أول شركة زراعية مدرجة في السوق، قفزة كبيرة في قيمتها السوقية بعد إدراجها، حيث ارتفع سهمها بنسبة 70%.
لم يغب القطاع البنكي عن هذا المشهد المزدهر، حيث انضم مصرف “CFG” إلى بورصة الدار البيضاء في 2023، وحقق نمواً ملحوظاً في قيمته السوقية، التي وصلت إلى 8.5 مليار درهم، مع ارتفاع سعر السهم بنسبة 120%.
يشير فريد مزوار، المدير التنفيذي لمكتب “إف إل ماركتس”، إلى أن الشركات التي طرحت أسهمها في السنوات الأخيرة اعتمدت استراتيجيات توسع كبيرة، مما جذب استثمارات ضخمة.
وتؤكد بيانات البورصة أن الاستثمار في هذه الشركات يساهم في زيادة الثروات بشكل ملحوظ، خاصة مع المشاريع الاقتصادية الضخمة التي يشهدها المغرب استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030.
تعكس هذه القصص حيوية بورصة الدار البيضاء ودورها كمحرك للنمو الاقتصادي في المغرب. ومع استمرار الشركات في تحقيق النجاحات، يتوقع الخبراء أن تواصل البورصة جذب المزيد من الاستثمارات، مما يعزز الثقة في الاقتصاد الوطني.