الأسواق الأمريكية تحت الضغط: أسهم التكنولوجيا الصينية وقرارات ترامب تثير القلق

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية انخفاضًا يوم الاثنين، ليكون هذا الانخفاض هو الثالث على التوالي، مسجلة أطول سلسلة خسائر لمؤشر S&P 500 في هذا العام.
تزامن ذلك مع تأثر أسهم الشركات الصينية الكبرى المدرجة في الولايات المتحدة، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بالخطوات الأخيرة التي اتخذها البيت الأبيض للحد من الاستثمارات الصينية، على الرغم من تسجيل تلك الأسهم انتعاشًا في تعاملات ما قبل السوق يوم الثلاثاء.
وقد أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية على كندا والمكسيك، بالإضافة إلى الترقب حول تقرير أرباح شركة إنفيديا في نهاية الأسبوع، القلق بين المستثمرين.
ورغم هذه التقلبات والتأثير المحتمل للسياسات المقترحة من ترامب، يعتقد استراتيجيو بنك UBS أن الأسواق ستعيد تركيزها في النهاية على الأساسيات التي من شأنها دعم ارتفاع الأسهم في المستقبل.
الخبراء الاستراتيجيون في بنك UBS حافظوا على تصنيف إيجابي لقطاع الإنترنت الصيني، مشيرين إلى الأساسيات القوية في هذا القطاع ونجاحاته المبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتؤكد مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ في ندوة تكنولوجية وتقارير الأرباح القوية على النظرة التفاؤلية لبنك UBS بشأن هذا القطاع، رغم التأثير السلبي للتوترات بين الولايات المتحدة والصين وحالة الاقتصاد الصيني على المعنويات على المدى القصير.
وفي هذا الصدد، أكد الخبراء الاستراتيجيون بقيادة سوليتا مارسيلي أنه “على الرغم من تأثير التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع حالة القلق بشأن الاقتصاد الصيني، فإن قطاع الإنترنت الصيني قد يتفوق في الأداء، خاصة في ضوء الابتكارات المبكرة في الذكاء الاصطناعي.”
فيما يتعلق بمسألة التعريفات الجمركية، شدد ترامب يوم الاثنين على أن الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25% على كندا والمكسيك ستبدأ كما هو مخطط لها في 4 مارس، وحث السلطات المكسيكية على فرض رسوم على الواردات الصينية.
ومع ذلك، أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن الجدول الزمني لهذه الرسوم قد يشهد بعض التعديلات.
في تحليل السيناريو الأساسي، يتوقع بنك UBS اتخاذ تدابير انتقائية ومستهدفة بشأن التعريفات الجمركية، مع مراعاة التأثير السلبي المحتمل الذي قد يلحق بالاقتصاد الأمريكي جراء الرسوم الجمركية العدوانية.
يتوجه المستثمرون أيضًا إلى تقرير أرباح شركة إنفيديا المرتقب، حيث سيوفر هذا التقرير نظرة معمقة على الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، خاصة في ظل ظهور DeepSeek الصينية.
وقبل صدور التقرير، يتوقع بنك UBS نموًا كبيرًا في الاستثمارات والطلب على الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع زيادة بنسبة 35% في النفقات الرأسمالية من أكبر أربع شركات تكنولوجيا أمريكية بحلول عام 2025، لتصل إلى 302 مليار دولار.
في ختام تحليلهم، يواصل بنك UBS الحفاظ على هدفه لنهاية العام بالنسبة لمؤشر S&P 500 عند مستوى 6,600 نقطة، مؤكدًا على أهمية تنويع المحافظ واستخدام استراتيجيات التحوط لمواجهة التقلبات المحتملة.
كما يوصون باتباع استراتيجيات للحفاظ على رأس المال للحد من الخسائر المحتملة، وينصحون المستثمرين الذين يخططون للاستثمار طويل الأجل في الذكاء الاصطناعي بالاستفادة من الانخفاضات في أسهم الشركات عالية الجودة.