الإقتصاد الطبي في المغرب…التجارة في المرض
تتشكل سوق الخدمات الصحية في المغرب من خمسة مكونات رئيسية، وهي:
الرعاية الصحية و التي تشمل خدمات المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات , و صناعة الأدوية التي تشمل إنتاج وتوزيع الأدوية
و كذلك المعدات الطبية و تشمل تصنيع وتوزيع المعدات الطبية , و التمويل الصحي: الذي يشمل التأمين الصحي والبنوك الاستثمارية التي تستثمر في القطاع الصحي , بالاضافة الى التكوين الطبي وشبه الطبي: يشمل التعليم والتدريب للعاملين في القطاع الصحي
و تبلغ قيمة معاملات سوق الخدمات الصحية في المغرب حوالي 60.9 مليار درهم (ما يعادل 6100 مليار سنتيم)، وهي تشمل معاملات جميع المتدخلين في القطاع الصحي
وتمثل المصحات الخاصة، بذلك، ثاني أهم مقدم علاجات بالمغرب، بعد الصيادلة وموردي السلع الطبية، الذين يستفردون بـ 23.4 في المائة من النفقات الصحية الإجمالية
وتستغل المؤسسات الفاعلة في القطاع الخاص الخصاص، الذي يعانيه القطاع العام، فتفرض أسعارا تتجاوز متوسط الدخل بأضعاف. وتحول القطاع الصحي إلى مجال تجاري بامتياز يستقبل استثمارات هامة، نظرا للأرباح الكبيرة، التي يحققها الفاعلون فيه
ويعاني القطاع ضعف استهلاك الخدمات العلاجية، إذ أن نفقات الفرد تظل ضعيفة مقارنة ببلدان أخرى شبيهة، لكن التحولات التي يعرفها المجال، وعلى رأسها ورش تعميم التغطية الصحية، من شأنها المساهمة في إنعاش هذا القطاع
القطاع الخاص يسيطر على السوق
يسيطر القطاع الخاص على سوق الخدمات الصحية في المغرب، حيث يمثل حوالي 70 في المائة من إجمالي النفقات الصحية
ويرجع هذا التوجه إلى عدة عوامل، منها:
ضعف القطاع العام: يعاني القطاع العام من نقص في الموارد البشرية والمعدات الطبية، مما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى القطاع الخاص للحصول على خدمات صحية أفضل
ارتفاع أسعار الخدمات الصحية في القطاع العام: تعاني الخدمات الصحية في القطاع العام من ارتفاع الأسعار، مما يحد من قدرة المواطنين على الاستفادة منها
التوسع في التأمين الصحي: يساهم التوسع في التأمين الصحي في زيادة الطلب على الخدمات الصحية في القطاع الخاص، حيث يغطى التأمين الصحي نفقات العلاج في المستشفيات الخاصة
التحولات التي يعرفها القطاع
يشهد القطاع الصحي في المغرب تحولات مهمة، من أهمها:
ورش تعميم التغطية الصحية: يهدف هذا الورش إلى تعميم التغطية الصحية الشاملة على جميع المواطنين، مما سيساهم في زيادة الطلب على الخدمات الصحية، وتحسين جودة هذه الخدمات
التوجه نحو التخصصات الطبية الدقيقة: يتجه القطاع الصحي في المغرب نحو التخصصات الطبية الدقيقة، مما يتطلب توفير المزيد من المعدات الطبية والكوادر الطبية المتخصصة
الرقمنة في القطاع الصحي: تساهم الرقمنة في تطوير الخدمات الصحية، حيث تسمح بتقديم خدمات صحية أكثر كفاءة وفعالية
الآفاق المستقبلية
يتوقع أن يشهد القطاع الصحي في المغرب نموا ملحوظا في السنوات المقبلة، مدفوعا بالتحولات التي يعرفها القطاع، وارتفاع الطلب على الخدمات الصحية
وتشمل فرص الاستثمار في القطاع الصحي في المغرب ما يلي:
بناء وتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية
صناعة وتوزيع الأدوية والمعدات الطبية
التأمين الصحي
التكوين الطبي وشبه الطبي