الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة خفض التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية
أكد مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش في تصريحات أدلى بها في واشنطن، يوم الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لبدء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن خفض التعريفات الجمركية على السيارات وبعض المنتجات الصناعية.
تأتي هذه التصريحات في إطار سعي الاتحاد لتجنب تصاعد التوترات التجارية مع الإدارة الأمريكية الحالية.
سيفكوفيتش، الذي كان يتحدث أمام جمهور في معهد “أميركان إنتربرايز”، أكد أن التكتل الأوروبي مستعد لمناقشة خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية وكذلك إعادة النظر في التعريفات الخاصة بالسيارات.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس حيث تشهد العلاقات التجارية بين الجانبين مخاوف من تصاعد النزاعات التجارية.
الزيارة إلى واشنطن تأتي في إطار جولة مفاوضات مع الفريق التجاري التابع للرئيس الأمريكي، حيث يلتقي سيفكوفيتش في وقت لاحق مع وزير التجارة الأمريكي وممثلين آخرين من الإدارة الأمريكية لمناقشة قضايا تجارية حساسة.
فيما يتعلق بالتهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الصلب والألمنيوم والسيارات، أشار سيفكوفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي سيبذل كل ما في وسعه لتجنب التصعيد وتحقيق اتفاق يحقق مصلحة الطرفين.
وأضاف أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في تصعيد الموقف، فإن الاتحاد الأوروبي سيكون مضطراً للرد بحزم.
كما أبدى سيفكوفيتش أمله في تجنب “الآلام غير الضرورية” التي قد تصاحب أي تدابير مضادة إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض الرسوم الجمركية، خصوصاً في ظل التهديدات المتكررة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية.
من جانب آخر، ناقش سيفكوفيتش التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية أعلى على السيارات المستوردة من أوروبا.
وكانت إدارة ترامب قد طالبت الاتحاد الأوروبي بخفض الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الأمريكية من 10% إلى مستويات أقرب إلى تلك التي تطبقها الولايات المتحدة على السيارات الأوروبية (2.5%). ولكن سيفكوفيتش أكد أن أي خطوة من هذا النوع ستتطلب التفاوض ضمن إطار تجاري شامل.
فيما يتعلق بقوانين الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالشركات التكنولوجية الكبرى، أكد سيفكوفيتش أن الهدف من هذه التشريعات ليس استهداف الشركات الأمريكية، بل حماية الشركات الصغيرة والمتوسطة في أوروبا من الاحتكار الذي قد تمارسه الشركات الكبرى.
إلا أن الإدارة الأمريكية انتقدت هذه التشريعات معتبرة أنها تضر بمصالح شركات التكنولوجيا الأمريكية.
في حال فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة، أشار سيفكوفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد بشكل سريع ومتناسب على أي رسوم جمركية تفرضها الإدارة الأمريكية.
كما أضاف أن أوروبا تمتلك العديد من الخيارات التي قد تشمل استهداف قطاعات حساسة مثل صناعة الدراجات النارية الأمريكية “هارلي ديفيدسون” أو منتجات “ليفي شتراوس”.
في النهاية، أشار سيفكوفيتش إلى أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تجنب حرب تجارية شاملة مع الولايات المتحدة لما لها من آثار سلبية على الاقتصاد الأوروبي والاستقرار السياسي داخل التكتل.
