واصل الدولار الأمريكي تراجعه في السوق الأوروبية يوم الأربعاء، مبتعدًا عن أعلى مستوياته في أسبوع، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح.
ورغم ذلك، حدَّ من تفاقم الخسائر ارتفاع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، والذي جاء بعد تصريحات متشددة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام الكونغرس.
قلّصت تصريحات باول من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في مارس المقبل، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم. وتترقب الأسواق صدور بيانات التضخم لشهر يناير في وقت لاحق اليوم، والتي ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية للفيدرالي خلال الفترة القادمة.
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 107.89 نقطة، مقارنة بمستوى افتتاح اليوم عند 108.00 نقطة، بعدما سجل أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 108.10 نقطة.
أنهى المؤشر تعاملات الثلاثاء على انخفاض بنسبة 0.4%، وهي أول خسارة له في أربعة أيام، بعدما بلغ أعلى مستوياته في أسبوع عند 108.46 نقطة.
و ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.9% يوم الأربعاء، ليواصل مكاسبه للجلسة الخامسة على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى في أسبوع عند 4.554%.
و يعزز هذا الارتفاع جاذبية الدولار الأمريكي، حيث يزيد من العوائد المحتملة للاستثمارات المقومة بالعملة الأمريكية.
خلال الجزء الأول من شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، أكد جيروم باول أن الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا، مع استمرار انخفاض معدلات البطالة، رغم أن التضخم لا يزال فوق المستوى المستهدف البالغ 2%.
وأوضح باول أن الفيدرالي قد يُبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول إذا استمر الاقتصاد في إظهار متانة، ولم يتراجع التضخم نحو الهدف المطلوب.
لكنه لم يستبعد إمكانية تخفيف السياسة النقدية في حالتين: إذا شهد سوق العمل تدهورًا غير متوقع، أو إذا انخفض التضخم بوتيرة أسرع من التوقعات.
في ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى بيانات التضخم الأمريكية لشهر يناير، والتي ستوفر إشارات هامة حول مستقبل السياسة النقدية.
أي مفاجآت في البيانات قد تؤثر على تحركات الدولار، خاصة إذا جاءت الأرقام أعلى أو أقل من التوقعات، ما سيعيد تشكيل توقعات الأسواق بشأن توقيت أول خفض محتمل للفائدة.
