الاقتصادية

تراجع أسعار البلاديوم تحت حاجز الألف دولار مع استمرار تأثيرات تغيرات السوق

شهدت أسعار البلاديوم انخفاضًا خلال تداولات يوم الجمعة، حيث تراجعت مرة أخرى إلى ما دون حاجز الألف دولار للأوقية، مع ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية.

جاء هذا التراجع في الوقت الذي يستمر فيه المعدن في مواجهة ضغوط اقتصادية، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3002 دولار للأوقية في فبراير 2022.

تأثر سعر البلاديوم بشكل كبير من تقلبات الطلب في قطاع السيارات، حيث يمثل هذا القطاع أكثر من 80% من استهلاك البلاديوم، وهو ما جعل المعدن يواجه انخفاضًا تدريجيًا في الأسعار.

وتستخدم صناعة السيارات البلاديوم بشكل رئيسي في تصنيع المحولات الحفازة، لكن الارتفاعات الكبيرة في الأسعار دفعت العديد من الشركات لتقليص الكميات المستهلكة لصالح البلاتين الذي يتم تداول سعره عند مستويات أقل.

ورغم انخفاضه المستمر في عام 2024، لا يزال البلاديوم يتداول بأسعار أعلى من البلاتين، حيث وصل سعر البلاديوم إلى 953.50 دولار للأوقية في 15 يناير 2025 مقابل 932.70 دولار للأوقية للبلاتين.

و على الرغم من تذبذب سعر البلاديوم الذي تراوح في أغلب أوقات عام 2024 بين 900 و1100 دولار للأوقية، شهد المعدن ارتفاعًا قصير الأمد إلى حوالي 1200 دولار في أكتوبر، مدفوعًا بتصريحات وزارة الخزانة الأمريكية حول فرض عقوبات أشد على المعادن الثمينة الروسية.

والجدير بالذكر أن روسيا تعد من أكبر موردي البلاديوم والمعادن الأخرى في العالم.

مع التحول المتسارع من السيارات التقليدية إلى السيارات الكهربائية، يبقى السؤال عن تأثير ذلك على الطلب على البلاديوم.

ففي حين يشهد قطاع السيارات نمواً بطيئاً في حصته السوقية من السيارات الكهربائية، فإن هذا التحول قد يقلل من حاجة صناعة السيارات إلى البلاديوم الذي يستخدم بشكل رئيسي في المحركات التقليدية.

وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز، من المتوقع أن تبلغ حصة السيارات الكهربائية في سوق مبيعات المركبات الخفيفة 16.7% في 2025، مقارنة بـ13.2% في 2024.

ومن جانب آخر، قد تؤثر المقترحات السياسية المرتبطة بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صناعة السيارات في الولايات المتحدة، حيث اقترح فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، وهو ما قد يزيد من تكلفة السيارات والأجزاء، مما قد يؤدي إلى تقليص الطلب على المركبات الجديدة في السوق الأمريكي.

من المتوقع أن يعود الطلب على البلاديوم إلى مستويات ما قبل الوباء في 2025، ليصل إلى 8.5 مليون أوقية، إلا أن هذا سيكون أقل من الطلب المتوقع من قطاع المجوهرات والصناعة.

بينما تشير التوقعات إلى زيادة العرض بشكل ملحوظ، مع دخول البلاديوم المعاد تدويره من المركبات التي انتهت صلاحيتها إلى السوق، مما قد يعزز من فائض العرض في الأسواق.

وفقًا لتوقعات مجموعة CPM، فإن البلاديوم قد يظل ضمن نطاق ضيق بين 900 دولار و1000 دولار للأوقية في 2025، مع تزايد فائض العرض وضعف الطلب. وقد يظل البلاديوم يتداول بين 800 و1200 دولار للأوقية حسب تقرير شركة هيراوس للمعادن الثمينة.

بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بحلول الساعة 16:28 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.3% إلى 108.03 نقطة، مما يضيف ضغوطًا إضافية على المعدن.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى