واصل الين الياباني ارتفاعه في الأسواق الآسيوية يوم الخميس، مسجلاً مكاسب لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوياته في شهرين.
ويعزز هذا الارتفاع استمرار الطلب القوي على العملة اليابانية باعتبارها إحدى الفرص الاستثمارية البارزة في سوق الصرف الأجنبي.
تصاعدت التوقعات برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة في مارس المقبل، خاصة بعد تصريحات أكثر تشددًا من بعض المسؤولين، مشيرين إلى الحاجة لسياسات نقدية أكثر صرامة.
كما أسهم انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات في دعم الين، في ظل تراجع المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية، إلى جانب صدور بيانات أظهرت تباطؤ قطاع الخدمات الأمريكي.
تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.5% ليصل إلى 151.80¥، وهو أدنى مستوى له منذ 12 دجنبر الماضي، بعد أن افتتح التداول عند 152.58¥ وسجل أعلى مستوى عند 152.75¥.
شهد يوم الأربعاء ارتفاعًا ملحوظًا للين بنسبة 1.15% مقابل الدولار، ليحقق أكبر مكاسب يومية في عام 2025، وتحديدًا منذ 29 نوفمبر 2024.
جاء هذا الارتفاع مدعومًا ببيانات أظهرت نمو الأجور في اليابان خلال دجنبر إلى أعلى مستوياتها في عامين، مما عزز توقعات تشديد السياسة النقدية.
و عقب صدور بيانات الأجور، ارتفعت توقعات الأسواق برفع بنك اليابان لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع مارس من 50% إلى 60%.
كما زادت رهانات المستثمرين على رفع إضافي للفائدة هذا العام، مع تسعير تجاوز 30 نقطة أساس بحلول نهاية 2025.
و أدلى “ناوكي تامورا”، عضو مجلس إدارة بنك اليابان، بتصريحات لافتة يوم الأربعاء، أكد فيها ضرورة رفع أسعار الفائدة إلى 1% على الأقل بحلول النصف الثاني من السنة المالية التي تبدأ في أبريل 2025، بهدف السيطرة على التضخم الناتج عن ارتفاع تكاليف المواد الخام والعمالة.
كما شدد على أهمية الوصول إلى المعدل المحايد لتجنب تفاقم التضخم وخروجه عن السيطرة.
و مع استمرار ارتفاع الأجور وضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية، قد يواصل الين مكاسبه، خصوصًا إذا عزز بنك اليابان موقفه تجاه تشديد السياسة النقدية. وفي ظل ترقب الأسواق لاجتماع مارس، سيظل المستثمرون يراقبون أي تصريحات جديدة قد تؤكد أو تعزز توقعات رفع الفائدة.
