في تقرير حديث، أشار بنك ستاندرد تشارترد إلى أن البيتكوين قد تشهد صعودًا كبيرًا يصل إلى 500,000 دولار، مدفوعةً بزيادة تدفق المستثمرين وتناقص التقلبات في السوق.
واعتبر البنك أن البيتكوين أصبحت عنصرًا أساسيًا في المحافظ الاستثمارية العالمية، مما يعزز دورها كأداة تحوط ضد المخاطر المرتبطة بالتمويل التقليدي.
في تصريح له، قال جيف كندريك، الرئيس العالمي لأبحاث الأصول الرقمية في بنك ستاندرد تشارترد: “تحسن وصول المستثمرين بشكل ملحوظ بعد إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الفورية في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يزداد هذا التحسن في ظل الإدارة الأمريكية الحالية.”
وكان قرار الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية في يناير 2024 بمثابة نقطة تحول، حيث أدى إلى إطلاق طلب مكبوت على العملة الرقمية، مع تدفق 39 مليار دولار حتى الآن. كما يتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن يستمر هذا التوجه الإيجابي مع استمرار سياسات تسهيل اعتماد البيتكوين تحت إدارة الرئيس ترامب.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر خطوة إلغاء SAB 121، والتي كانت تتطلب من الشركات التي تحتفظ بأصول رقمية الاعتراف بها كالتزامات، بمثابة تطور إيجابي قد يعزز من تقبل المؤسسات المالية للبيتكوين.
كما أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في 23 يناير لتقييم الأصول الرقمية الوطنية قد يساهم في دفع البنوك المركزية نحو النظر في استثمار البيتكوين.
يعد انخفاض التقلبات من العوامل الرئيسية التي قد تساهم في زيادة قيمة البيتكوين على المدى الطويل. ويتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن تتراجع التقلبات في أسعار البيتكوين مع نضوج سوق صناديق المؤشرات المتداولة وتحسين البنية التحتية للسوق المالية، مثل توسيع أسواق الخيارات وزيادة عدد الأطراف المقابلة.
وأشار كندريك إلى أن انخفاض التقلبات سيؤدي إلى زيادة حصة البيتكوين في المحفظة المثلى التي تشمل الذهب، معتبراً أن هذا التحول من شأنه أن يعزز الأسعار في المستقبل.
في إطار هذه التوقعات، حافظ بنك ستاندرد تشارترد على تقديراته لسعر البيتكوين، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن يصل السعر إلى 200,000 دولار بحلول نهاية عام 2025، ثم يرتفع إلى 300,000 دولار في عام 2026، و400,000 دولار في 2027، ليصل إلى 500,000 دولار في عام 2028.
وعلق البنك قائلاً: “بفضل تدفق المستثمرين وانخفاض التقلبات، يمكن أن تصل البيتكوين إلى هذا المستوى قبل مغادرة ترامب منصبه.”
وتجسد هذه التوقعات دور البيتكوين المتزايد في المحافظ الاستثمارية، حيث تشير التقارير إلى أن البنك الوطني التشيكي (CNB) يدرس تخصيص ما يصل إلى 5% من احتياطياته للبيتكوين.
كما تُبذل جهود في سويسرا لدفع البنك الوطني السويسري نحو تبني سياسة ملكية البيتكوين، رغم أن البنك السويسري قد يتبنى نهجًا أكثر تحفظًا نظرًا لحجم احتياطياته الكبيرة.
اختتم كندريك التقرير بالإشارة إلى أن التقلب الضمني لعملة البيتكوين في أسواق الصرف الآلي (ATM) قد ينخفض من 55% إلى 45% أو أقل في السنوات القادمة، مع دعم هذا التوجه من خلال الاتجاه الهبوطي السابق الذي شهدته الأسواق قبل إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة.
تجسد هذه التوقعات صورة متفائلة لمستقبل البيتكوين، الذي أصبح أكثر استقرارًا في عالم الاستثمار التقليدي، مما يفتح المجال لمزيد من النمو على المدى الطويل.
