شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا في السوق الأوروبية اليوم الثلاثاء، مستأنفًا مكاسبه بعد توقف مؤقت بسبب عمليات تصحيح وجني أرباح، حيث تجدد الطلب على العملة الأمريكية باعتبارها أفضل استثمار بديل في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في خطوة مفاجئة، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من كندا والمكسيك، بينما دخلت رسوم إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية حيز التنفيذ، مما زاد من حدة التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورداً على ذلك، أعلنت السلطات الصينية عن فتح تحقيق رسمي مع شركة “جوجل” الأمريكية وفرضت رسومًا جمركية جديدة على مجموعة من السلع الأمريكية، مما يفاقم حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
و يترقب المستثمرون اليوم سلسلة من البيانات الاقتصادية المهمة حول سوق العمل في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تقدم إشارات حاسمة بشأن احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال شهر مارس المقبل.
و ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% ليصل إلى 109.04 نقطة، مقارنةً بمستوى افتتاح الجلسة عند 108.42 نقطة، وسجل أدنى مستوى عند 108.42 نقطة.
خلال تعاملات يوم الاثنين، تراجع المؤشر بنسبة 0.1%، في أول خسارة يومية له خلال خمسة أيام، نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح بعد وصوله إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 109.88 نقطة.
بالإضافة إلى عمليات البيع لجني الأرباح، شهد الدولار بعض الضغوط بعد تأجيل الرئيس ترامب فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك.
في اللحظات الأخيرة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح كندا والمكسيك مهلة 30 يومًا قبل تنفيذ الرسوم الجمركية البالغة 25%، وذلك مقابل التزامهما باتخاذ إجراءات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المخدرات.
وفي استجابة لهذا القرار، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عن خطط لتعزيز الرقابة على الحدود، في محاولة لتهدئة المخاوف الأمريكية بشأن تدفق المهاجرين غير الشرعيين وتجارة المخدرات.
يظل المشهد الاقتصادي متقلبًا، وسط ترقب الأسواق لأي تطورات جديدة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تلقي بظلالها على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
