كيف ساعدت القراءة بيل جيتس على تحويل مساره المهني بعد التقاعد من مايكروسوفت؟
يعد قرار المرء بتغيير مساره المهني أمراً بالغ الصعوبة للعديد من الناس، حتى بالنسبة لأحد أبرز رجال الأعمال الناجحين حول العالم مثل “بيل جيتس”، الذي ينسب الفضل إلى عادة بسيطة استمرت طوال حياته، وساعدت في تحول تركيزه المنصب لعقود من الزمن على أجهزة الحاسوب والبرمجيات فقط، إلى العمل الخيري الدولي بعد ترك منصبه في رئاسة “مايكروسوفت”، هذه العادة البسيطة في ظاهرها، وبالغة القوة في أثرها هي القراءة
وقال “جيتس” عن التحول الذي عاشه إنه كان مهووساً للغاية بشركته “مايكروسوفت” لفترة طويلة من عمر 18 عاماً وحتى 40 عاماً، وإن الشركة كانت كل شيء بالنسبة له، لكنه كان محظوظاً للغاية بتولي أشخاص آخرين للقيادة، وحصوله على مساحة للقراءة، والتعرف على جميع التحديات الصحية، وأسباب وفاة الأطفال
ويشتهر “جيتس” بنهمه للقراءة، وتعود جذور عادته هذه إلى عام 1997 حين قرأ مع زوجته آنذاك “ميليندا فرينش جيتس” مقالاً حول وفاة أطفال من جميع أنحاء العالم نتيجة أمراض يتم علاجها بسهولة في الولايات المتحدة، وظلت هذه القصة عالقة في ذاكرته حتى رحيله من منصب الرئيس التنفيذي لدى “مايكروسوفت” في عام 2000، ليتفرغ للبحث حول الأزمات الصحية المنتشرة حول العالم، وجعل مؤسسة “بيل وميليندا جيتس” محور اهتماماته الأساسية
وأوضح الملياردير الأمريكي، والشريك المؤسس لـ “مايكروسوفت” في اللقاء، أن قدرته على التعمق في البحث، وجمع المعلومات بفاعلية، والتي ساهمت القراءة في تنميتها، ساعدته في النهوض للمساهمة في الإسراع من معالجة انعدام المساواة الصحية، ورصد المجالات ذات العلاقة التي يمكن أن تساعد فيها ثروته، فضلاً عن تسليط الضوء على الحلول الممكنة
وصرح “جيتس” لمجلة “تايم” في عام 2017، بأن القراءة تُغذي شعور الإنسان بالفضول تجاه العالم من حوله، وهو ما يعتقد أنه عاونه في التقدم للأمام سواء في مسيرته المهنية، أو على صعيد العمل الذي يقوم به مع مؤسسته
وأشار الملياردير الأمريكي، ورجل الأعمال “مارك كوبان” خلال لقاء في برنامج “كلوب راندوم ” العام الماضي، إلى أن كثيرا من الشخصيات البارزة في مجالات التكنولوجيا، والسياسة، والأعمال يعتبرون أنفسهم قراء نهمين، موضحاً أن من يسعى للنجاح، يجب عليه القراءة بشكل يومي
ووصف “كوبان” في اللقاء من تجاوزت أعمارهم 40 عاماً، أو حتى 30 ربيعاً فأكثر ولا يقرأون بأنهم مصابون بالجنون، لأنهم لا يبذلون جهداً لتوسعة عقولهم ومداركهم، قائلاً إنه يخبر أطفاله بأن من لا يقرأ، يعِش حياة واحدة